============================================================
قال ابن سيط: (ولما جمعت ما جمعت.، عرضته جميعه على سيدي وقدوتي أحمد بن زين الحبشي، فاستحسنه كثيرا، وأمره جميعه على خاطره إلى آخره، وقرره، ونقل منه في " سفينته " نحو سبعين ورقة، وذلك هو المأمول والمرغوب، كما قال الشاعر المجيد: يكون أجاجا دونكم، فإذا دني إليكم تلقى طيبكم فيطيب) اه(1) فقوله : (إنه نقل في " سفينته" منه "70" ورقة). . دليل على اعتنائه به واهتمامه، فلم يكن إرشاده ابن سميط آن يختصره مجرد إشارة، ولككن كأنه أراد آن يعينه في الاختصار؛ لينقل عنه في لا سفينته " العظيمة المشار إليها، وكأنه لم يرد آن يخبر تلمينه ابن سميط بمانواه، حتى آتم عمله ذلك، فلما أنجز المختصر.. أخذه منه، ونقل عنه فلذا نلمس شدة فرح الإمام ابن سميط بما فعله شيخه معه ؛ إذ إنه نقل عنه، فما أسعد التلميذ والمريد عندما يجد تشجيعا من شيخه، وحفزا لهمته، وتطييبا لخاطره، ولا غرو؟
فإن أوليك الأئمة لم يصلوا إلى ما وصلوا إليه. . إلا بمثل هذذه الأخلاق، والنفسيات العالية، والهمم الراقية رضي الله عنهم و" السفينة" المشار إليها : عبارة عن كشكول أو مجموع يجمع فيه العالم ما يقف عليه من شوارد المسائل، وغرر الفوائد.
و" سفينة الإمام أحمد بن زين " هلذه تقع في (20) مجلدا، كما سمعنا من شيوخنا، وكما ذكرت في "مناقبه " لتلميذه ابن سميط، وقد تفرقت عبر السنين المتطاولة، إلا أن الحق سبحانه قيض بعض النابهين من أحفاد هذذا الإمام، فجمع منها ما يقرب من (12) مجلدا(2).
الثاني من المعتنين به المجمع" : السيد العلامة المهاب، الصادع بالحق طاهر بن محمد بن هاشم باعلوي(2)، المولود بتريم ، والمتوفى بها سنة (1163ه) .
(1) مخصر ابن سيط" (ص4) (مخطوط) (2) وهو : آخونا السيد الفاضل، المجد في طلب العلم والتفقه في الدين، السيد عبد الرحمان بن طكه بن عبد القادر بن سالم بن طكه بن علي بن محمد بن أحمد بن جعفر بن آحمد بن زين الحبشي- وفقه الله تعالى معيد بكلية الشريعة بجامعة الأحقاف يتريم حضرموت (3) ترجته في "حاشية شم الظهيرة" (587/2)، وه الفرائد الجوهرية " للسيد عمر بن علوي الكاف (29213
صفحه ۴۳