============================================================
عليه غالبا في شهر رمضان كل سنة، وكان يشجب به عند قراءته عليه كما رأينا ذلك، وكانت النسخة التي صارت إليه في ثلاثة أسفار.
قصة وصول المجمع إلى (تريم) : قال الحبيب محمد بن زين بن سميط رحمه الله: (وكان سبب صيرورة هذذه النسخة إليه : آن بعض السادة جاء بسفر من ذلك من اليمن ) فعرضه على سيدنا أحمد بن زين الحبشي، فأشار عليه أن يهديه لسيدنا الاكبر عبد الله بن علوي الحداد، وأن ذلك يعجبه جدا، ولو أعطاء ذلك . . لكان أعظم من الدنيا بحذافيرها، فحصلت لذلك نية، فأهداه، فاغتبط به كما ذكرناه، وبقي يسأل عن بقية الكتاب المذكور، ويفص عنه أشد الفحص، ويوصي من سافر إلى اليمن آن يبحث عنه، فسار من سبقت له السعادة من السادة إلى صنعاء، وعزم على التفتيش والفحص عن هذذا الكتاب، لما رأى من سيدنا عبد الله وسؤاله وبحثه عنه، وتعويله عليه، فأتم الله له نيته بأن وجده، فكملت تلك النسخة بعينها - تماما- للسفر الذي سبق إليه هدية من قبل وكان سيدنا الإمام أحمد بن زين الحبشي يعد ذلك من كرامات سيدي؛ حيث ظفر بالنسخة تلك بعينها) انتهى كلام الإمام ابن سميط بتصرف (1) .
ومما تقدم من النصوص المنقولة عن بعض كبار علماء ومؤرخي ذلك الزمان. . يتضح لنا سبب ذلك الاهتمام بكتاب " المجمع" ، حتى تداعى ثلاثة من أجلة العلماء على اختصاره وتهذيبه؛ لما رأوا فيه من آخبار صادقة، وحكايات نافعة عن السلف الصالح: وسوف تعرض في هذذه السطور لأبرز وأهم الأعمال الكتابية التي وضعت على كتاب "مجمع الأحباب"، وهو جانب مضيء ومام من التاريخ العلمي لعلماء الحضارمة فأول وأجل من اهتم بكتاب " المجمع" من تلامذة الإمام الحداد : هو تلميذه وخليفته، السيد الإمام الجليل أحمد بن زين الحبشي العلوى المتوفى ببلدته المسماة (خلع راشد)، والتي عرفت فيما بعد باسم : (حوطة أحمد بن زين) سنة (1144ه) .
فهو الذي أشار على السيد محمد بن زين بن سميط - الاتي ذكره - أن يختصر الكتاب، ايان وجود السيد محمد بتريم في سنة (1140ه)، فامتثل آمره، واغتنم إشارته، وقام بذلك العمل المبرور (1) مقدمة "لب اللباب لابن سميط (ص 2-2) (مخطوط)
صفحه ۴۲