============================================================
علماء حضرموت وعنايتهم بكتاب " مجمع الأحباب " بقلمامحمد أبو بكر باذيب في مطلع القرن الثاني عشر الهجري كانت بلدان حضرموت - وبالأخص مدينة تريم - تشهد حركة علمية ودعوية، ونشاطا ملموسا في طلب العلم ، وكان المحرك الأكبر لتلك الحركة، والمشعل لجذوتها. . هو سيدنا إمام الدعوة والإرشاد، مجدد الإسلام في القرن الثاني عشر الهجري ، العلامة الداعي إلى الله عبد الله بن علوي الحداد، الحسيني، المتوفى ريم مته(1132ه) لا نقول إن حضرموت عدمت العلماء أو الدعاة قبل هذذا الإمام ، ولككنا نقول : إن نقلة نوعية حصلت بعد تريع هذا السيد الجليل على منصة الدعوة، وإرشاد العباد في وادي حضرموت؛ إذ التفث حوله كوكبة نيرة من أهل القلوب الحية، والنفوس المطمئنة، وطفقوا يقرؤون في آمات الكتب عند شيخهم المذكور، وراحوا ينقبون عن كثوز التراث، وعيون المصنفات في شتى الفنون ، ولا يتسع المقام لبسط الكلام في هاذا الجانب .
وقد كان لكتاب " مجمع الأحباب " للعلامة الواسطي الحسيني. . شأن جليل عند الإمام الحداد، وكذلك عند تلامذته ولوصول هذذا الكتاب إلى حضرموت، وشهرته وتداوله بين أهل العلم. . قصة لطيفة طريفة، أوردها تلميذه المخلص الودود، سيدي الإمام محمد بن زين بن سميط الحسيني (ت1172ه) في مقدمة اختصاره له - الاتي ذكره لاحقا- قال رحمه الله : وكان التقاطي وجمعي لذلك من تسخة سيدنا الإمام عبد الله بن علوي الحداد باعلوي نفع الله به، وليس الموجود في جهة حضرموت حال الكتابة (1) غير النسخة المذكورة ثم ذكر من عناية الإمام الحداد به : أنه لا يكاد يعيره أحدا دون سائر كتبه، وكان يقرأ
صفحه ۴۱