١١ - (جَاءَ شَقِيق عارضا رُمْحَهُ ... إِنَّ بَنِي عمك فيهم رماح)
الْبَيْت لحجل بن نَضْلَة من السَّرِيع وَبعده
(هَلْ أحدْثَ الدّهرُ لنَا ذِلَّةً ... أَمْ هَلْ رَمتْ أُمُّ شَقيقٍ سلَاح) // السَّرِيع //
شَقِيق هُنَا اسْم رجل
وَالْمعْنَى جَاءَ هَذَا الرجل وَاضِعا رمحه عرضا مفتخرًا بتصريف الرماح مدلًا بشجاعته دَالا ذَلِك على إعجاب شَدِيد مِنْهُ واعتقادٍ بِأَنَّهُ لَا يقوم إِلَيْهِ أحد من بني أَعْمَامه كَأَنَّهُمْ كلهم عزلٌ لَيْسَ مَعَ أحد مِنْهُم رمح فَقيل لَهُ تنكب وخل لَهُم طريقهم لِئَلَّا تتزاحم عَلَيْك رماحهم وتتراكم عَلَيْك أسنتها إِن بني عمك فيهم رماح كَثِيرَة
وَالشَّاهِد فِيهِ تَنْزِيل غير الْمُنكر للشَّيْء منزلَة الْمُنكر لَهُ إِذا ظهر عَلَيْهِ شَيْء من أَمَارَات الْإِنْكَار وَقد تقدم مَعْنَاهُ
وَمَا أحسن قَول ابْن جَابر الأندلسي مُشِيرا إِلَى شطر الْبَيْت الأول
(سَامحَ بالوَصلِ عَلى بُخلهِ ... وقالَ لِي أنْتَ بِوصلِيَ حَقيقْ)
(فَقلتُ مَا رَأيكَ فيِ نُزهةٍ ... مَا بَينَ كَاسَاتٍ وَروضٍ أَنِيقْ)
(فَقالَ يَعني خَدَّه واللَّما ... هَذَا هُوَ الرَّوضُ وَهَذَا الرَّحيقْ)
(فَبتُّ مِنْ دَمعي وَمِنْ خَدِّه ... مَا بينَ نُعمانَ وَبَين العقيق)
(وَإِذ تَدللَّتُ عَلى حُبِّهِ ... فَقال مَا تَخشى أمَا تَستفيقْ)
(قَدِّي وَخَدِّي خَفْهمَا يَا فَتى ... هَذَا هُوّ الرُّمُح وَهذا شَقيقْ) // السَّرِيع //
وَقد ضمنه أَبُو جَعْفَر الأندلسي أَيْضا فَقَالَ
(أَبدَتْ لنا الصُّدْغَ على خدِّها ... فأطْلَعَ الليلُ لنا صبحَهُ)
(فخدها مَعْ قدِّها قَائِل ... هذَا شَقِيق عَارض رمحه) // السَّرِيع //
وَقد ضمنه ابْن الوردي أَيْضا فَقَالَ
(لما رأى الزَّهرُ الشقيقَ انثنى ... مُنهزمًا لم يَستطعْ لَمْحَهُ)
1 / 72