(تَكسوهُ نَشَر العرفِ كَفٌّ ... منْ جُفونِ الطَّلِّ أنْدَى)
(لاَ زْلتَ يَا أملَ العفاة لفارطِ الإِملاقِ وِردّا)
(فَالقَ اللَّيالِي لابسًا ... عَيشًا بَرودَ الظِّلِّ رغدا) // الْكَامِل //
فاستحسنها الصاحب وَلَام الطاعن عَلَيْهِ على كذبه وادعائه أَنه انتحل شعر غَيره فَقَالَ يَا مَوْلَانَا هَذَا وَالله مَعَه سِتُّونَ فيلية كلهَا على هَذَا الْوَزْن لِابْنِ نباتة فَضَحِك مِنْهُ
وَكَانَ الصاحب قد برز أمره لِابْنِ بابك وَغَيره من الشُّعَرَاء الَّذين بِحَضْرَتِهِ أَن يصفوا الْفِيل على هَذَا الْوَزْن فَمن قصيدة لأبي الْحسن الْجَوْهَرِي
(يَزهو بِخُرْطومٍ كَمثلِ ... الصَّولجانِ يردّ رَدّا)
(متمدد كالأفعوان ... تَمدُّهُ الرّمضاء مدَّا)
(أَوْ كمِّ رَاقصةٍ تُشيرُ ... بهِ إِلَى الندْمانِ وَجدَا)
(وكأنهُ بوق يحركه ... لينفح فيهِ جدّا)
(يَسطو بِصارِمَتي لحيّ ... يحطمان الصخر هدّا)
(أذُناهُ مِروحتانِ أسندتا ... إِلَى الفودينِ غمدا)
(عَيناه غائرتانِ ضيقتا ... لجمع الضّوء عمدَا)
وَمن قصيدة لأبي مُحَمَّد الخازن
(وَكأنما خُرطومهُ ... رَاووُق خَمر مدّمدّا)
(أوْ مثلُ كمٍّ مُسبلٍ ... أرْخته لِلّتوديع سُعدَى)
(وَإِذا التوى فَكأنه الثعبانُ ... منْ جَبلٍ تَردَّى)
(وَكأنما انْقلبتْ عَصا ... مُوسى غَداة بهَا تحدَّى)
وَكَانَت وَفَاته فِي سنة عشر وَأَرْبَعمِائَة بِبَغْدَاد رَحمَه الله تَعَالَى
شَوَاهِد الْفَنّ الأول وَهُوَ علم الْمعَانِي
1 / 70