وتمكنت فِي صاعد لِأَنَّهُ كَانَ يُوصف بِغَيْر الثِّقَة فِيمَا يَنْقُلهُ
وَمن شعر أبن بابك يصف زِمَام النَّاقة وَهُوَ معنى جيد
(ولَقدْ أتَيتُ إِليكَ تحملُ بزَّتي ... حَرفٌ يُسكَّنُ طَيشهَا الذأَلانُ)
(يَنفِي الزَّفيرُ خُطامهَا فكأنهُ ... غَارٌ يُحاول نقبه ثعبان) // الْكَامِل //
وَقد زَاد فِيهِ على المتنبي وَقد ذكر الْخَيل
(نجاذبُ فِيهَا لِلصباحِ أعِنَّةً ... كأنَّ على الأعناقِ مِنْهَا أفاعيَا
وَهُوَ من قَول ذِي الرمة // من الطَّوِيل //
(رَجيعة أسْقَامٍ كَأنَّ زِمامَها ... شُجاعٌ على يُسرَي الذِّراعَيْنِ مطرق) // الطَّوِيل //
على أَن ذَا الرمة لم يزدْ على التَّشْبِيه شَيْئا والمتنبي أَتَى بِهِ فِي عرض بَيته وَزَاد مقصدًا آخر وَهُوَ أَن الْخَيل لَا تتْرك إِلَّا عنة تَسْتَقِر فِي أَيدي فرسانها لما فِيهَا من سُورَة المرح وَحسن الْبَقِيَّة بعد طول السرى فَكَأَنَّمَا الأعنة أفاع تلدغ أعناقها إِذا باشرتها فتجاذبها الفرسان الأعنة وَهِي تجاذبهم إِيَّاهَا وَهَذَا لم يَقْصِدهُ ذُو الرمة وَلَا يُؤْخَذ من بَيته
وَمن شعر أبن بابك بَيت من قصيدة فِي غَايَة الرقة وَهُوَ
(ومَرَّ بيَ النَّسيمُ فَرقَّ حتَّى ... كَأَنِّي قد شَكوتُ إليهِ مَا بِي) // الوافر //
وَنقل بَعضهم أَن ابْن بابك لما وَفد على الصاحب بن عباد وأنشده مدائحه فِيهِ طعن عَلَيْهِ بعض الْحَاضِرين وَذكر أَنه منتحل وَأَنه ينشد قصائد قد قَالَهَا ابْن نباتة السَّعْدِيّ فَأَرَادَ الصاحب ابْن عباد أَن يمتحنه فاقترح عَلَيْهِ أَن يَقُول قصيدة يصف فِيهَا الْفِيل على وزن قَول عَمْرو بن معدي كرب
(أَعدَدْت للحدثان سابغة ... وعداء علندي) // الْكَامِل //
فَقَالَ
(قَسمًا لَقَدْ نَشر الحيا ... بمنَاكب العَلَميْنِ بُرْدا)
1 / 68