(وَالعيسُ عَاطفةُ الرؤسِ كَأَنَّمَا ... يَطلبنَ سرّ محدثٍ فِي المجلسِ) // الْكَامِل //
وَفِي مثل قَول ابْن تَمِيم قَول الخباز الْبَلَدِي دوبيت
(ووردة تحكي بسبق الْورْد ... طَلِيعَة تسرعتْ من جنُد)
(قَد ضمَها فِي الْغُصْن قرص الْبرد ... ضم فمٍ لقُبلةٍ من بُعْدِ)
وَذكرت بِهَذَا مَا قَالَه صاعد اللّغَوِيّ صَاحب كتاب الفصوص يصف باكورة ورد حملت إِلَى أبي عَامر مُحَمَّد بن أبي عَامر الملقب بالمنصور
(أتَتكَ أَبا عَامر وَردةٌ ... يُحاكِي لكَ الْمسك أنفاسها)
(كعذراء أبصرهَا مبصر ... فغطت بأكمامها راسها) // المتقارب //
فَاسْتحْسن الْمَنْصُور مَا جَاءَ بِهِ فحسده الْحُسَيْن بن العريف فَقَالَ هِيَ للْعَبَّاس ابْن الْأَحْنَف فناكره صاعد فَقَامَ ابْن العريف إِلَى منزله وَوضع أبياتًا وأثبتها فِي صفح دفتر وَقد نقض بعض أسطاره وأتى بهَا قبل افْتِرَاق الْمجْلس وَهِي
(عَشوتُ إِلَى قَصرِ عَباسةٍ ... وَقدْ جَدْلَ النَّومُ حُراسَهَا)
(فألْفيتها وَهيَ فِي خِدْرها ... وَقدْ صَدَعَ السكر أنَّاسها)
(فَقالتْ أسارٍ على هَجَعة ... فَقلتُ بَلى فَرمتْ كاسها)
(ومدَّت إِلَى وردةٍ كَفَّها ... يُحاكي لَك الْمسك أنفاسها)
(كعذراء أبصرهَا مبصر ... فغطت بأكمامِها رَاسها)
(وقالَتْ خَفِ الله لَا تَفضحنِّ ... فِي ابْنةِ عَمك عبَاسَها)
(فَوليت عَنها على غفَلةٍ ... وَلَا خنُتُ ناسي وَلَا ناسها) // المتقارب //
قَالَ فَخَجِلَ صاعد وَحلف فَلم يقبل مِنْهُ وافترق الْمجْلس على أَنه سَرَقهَا
1 / 67