وَمِنْه
(زَمرُ الغروبِ وأصواتُ النَّواعيرِ ... والشَّربُ فِي ظلّ أكواخِ المناظيرِ)
(وَصرعة بينَ إِبريقٍ وباطية ... ونقرة بينَ مِزمارٍ وطَنبورِ)
(أشهى إِلَيّ من البَيْدَاء أعسْفِهُا ... ومِنْ طُلوع الثَّنايا الشُّهبِ والقورِ)
(يَا رُبَّ يَوْمٍ على القَاطُولِ جَاذْبني ... صُبح الزُّجاجةِ فيهِ فَضلَةُ النُّور)
(صَدَعْتُ طُرتهُ والشَّمسُ قاصِدَة فِي يَلمق مِن ضَبابِ الدجْنِ مَزرُورِ)
(كأنَّ مَا انْهَلّ مِنْ أهْدَاب مُزْنتهِ ... دَمعٌ تَساقَطَ مِن أجفانِ مَهجورِ)
(فَمِنْ رشاشٍ عَلى الرِّيحانِ مُقتحمٍ ... ومِنْ رَذاذٍ على المنْثور منثور) // الْبَسِيط //
وَمن شعره أَيْضا
(وغدير مَاء أفغمت أطْرَافهُ ... كالدَّمع لما ضَاقَ عَنهُ مَجالُ)
(قَمرُ الرياض إِذا الغُصُونُ تَعَدَّلت ... وإِذا الغُصونُ تهَدَّلت فهِلاَلُ) // الْكَامِل //
وَمِنْه وَهُوَ غَرِيب التَّشْبِيه
(وافى الشِّتاءُ فَبزَّ النَّوْرُ بهجته ... فِعلَ المشيب بشَعر اللِّمَّةِ الرجِلِ)
(وَرْدٌ تفتَّحَ ثُمَّ ارتَدَّ مُجتمِعًا ... كمَا تجمَّعَتِ الأَفْوَاه للقبل) // الْبَسِيط //
وَقد أَخذه الْأَمِير مجير الدّين بن تَمِيم مَعَ بن زِيَادَة التَّضْمِين فَقَالَ
(سِيقَتْ إلَيْكَ مِنَ الحَدَائق ورْدَة ... وأتتْكَ قبل أوانها تطفلا)
(طَمعت بِلثمِكَ إذْ رأتك فَجمَّعت ... فَمَها إِلَيْك كطالب تقبيلا) // الْكَامِل //
وَهَذَا التَّضْمِين من بَيت للمتنبي فِي وصف النَّاقة وَهُوَ
(ويُغيرُني جذْبُ الزِّمام لقلبها ... فَمها إليكِ كطالب تقبيلا) // الْكَامِل //
فنقله ابْن تَمِيم إِلَى وصف زر الْورْد فَأحْسن غَايَة الْإِحْسَان وَهُوَ من قَول مُسلم بن الْوَلِيد
1 / 66