لا تحسبن خلود الدهر ممتنعا
من ناط عرفا بعرفان فقد خلدا
يقاسم الدهر عيشا لا انقضاء له
من يقرن الفضل بالإفضال مجتهدا
الفكر والذكر لايتليهما شرف
إذا اللبيب على ركنيهما اعتمدا
فالفكر في سير الماضين يجعله
كأنه عاش فيهم تلكم المددا
والذكر في الأمم الباقين يجعله
كأنه غير مفقود إذا فقدا
وقد أشار مولانا السيد العلامة صارم الدين إلى هذا المعنى في أبيات أرسل بها إلي يحثني على تمام هذا الشرح، فقال من جملة ذلك ما هذا لفظه:
فاسمع لذلك يابن فند واعتبر
بالكائنات ولا علي تفند
وأضف إلى العمر الذي أوتيته
عمرا من العمر الذي لك أزيد
فالعمر يذهب عن قريب أمره
والذكر عمر آخر لا ينفد
وصل المزيد بحبل ما بينته
في شرح ما هو مطلق ومقيد
في متن شرحك ذلك الشرح الذي
شرح الصدور وأنت فيه مجود
وإذا بدا لك في الفريدة هفوة
فاستر علي ولا علي تبدد
فأنا المقصر في القريض ونظمه
لو أن قلبي لؤلؤ وزبرجد
هذا القول من قصيدة له عليه السلام تزيد على أربعين بيتا أرسل بها إلي، وقد وقف على أكثر مسودة شرحي لمنظومته.
صفحه ۸۴