وسألت: عن قوله سبحانه: فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم الآية فتأويل فهل عسيتم هو لعلكم أنتم أيها المدعون من كنتم وتأويل توليتم هو أدبرتم عن الإجابة والقبول والإنابة أن تفسدوا في الأرض بقتل بعضكم لبعض فتقطعوا الأرحام، إذا لم يجيبوا الإسلام لأن من لم يجبه أفسد في أرض الله إذ لم يتبع حكمه ففجر في دين الله وقطع رحمه. ومن أجابه أصلح، ووصل إذا سمع عن الله وقبل ولم يتول ولم يدبر فلم يفسد ولم يفجر.
وسألت: عن تأويل قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا، وقلت: ما معنا أو ادفعوا فتأويل قاتلوا يعني كونوا بقتالكم لله مطيعين أو ادفعوا فكونوا بقتالكم عن أنفسكم وحرمكم مدافعين إن لم تكونوا لله مجيبين، وفي ثوابه على القتال لعدوه راغبين.
وسألت: عن قوله: ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا الآية يقول الله سبحانه ليس على من اتقا وأمن جناح يعني إثما فيما أكل وطعم من طيبات الأطعمة التي ليست عند الله بمحرمة لأن من المؤمنين من كان يترك أكل بعض الطيبات زهادة في الدنيا والتماسا في ذلك لما يحب الله ويرضى، وممن ذكر بذلك عثمان بن مظعون كان فيما بلغنا قد حرم على نفسه أكل اللحوم فنهاه الله وغيره من المؤمنين عن تحريم مالم يحرم من المطاعم الطيبة، وقال: يآ أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين فأخبرهم سبحانه وغيرهم من الأتقياء البررة أنها لمن أمن به في الدنيا خالصة في الآخرة، فقال سبحانه: قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة.
صفحه ۴۳