وسألت: عن قوله سبحانه: يآ أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتيدتم الآية، إنما قال سبحانه للذين قالوا: حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا من دينهم وأكثروا الاتباع لدين غيرهم عليكم بأنفسكم خاصة فليس يضركم إذا اهتديتم ضلال من اعتقد ضلاله كان أبا أو غيره، لأن كل أمرئ إنما يحاسب بما عمله وما له فإن اهتدى نجا سالما وإن ضل هلك ظالما، لأنه لا يزر وازرة وزر أخرى، وأن ليس للإنسان إلا ما سعى.
وسألت: إن الذين يدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين ) ألهم أرجل يمشون بها الآية، إن الذين تدعون من دون الله فهو من دونه سبحانه كذبا وافتعالا وقد يكون تأويل من دونه أنهم دونه كبريا وجلالا، والذين كانوا يعبدون فهم من عبدوا من الملائكة المقربين، ومن كانوا يعبدون من دونه من الآدميين، ومن عبد من الناس أحدا من الشياطين هؤلاء كلهم فهم عباد أمثالهم وقد عبدوا من عبدوا من العباد ما كانوا يعبدون من الأصنام والتماثيل والأوثان التي ليس لها أرجل ولا أيدي ولا أعين ولا أسماع ولا عندها لأحد عبدها أو لم يعبدها ضر ولا انتفاع وفي الأصنام ما يقول الرحمن له الكبرياء والجلال.
ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها، وما ذكر من غير ذلك عند ذكرها وليس شيء من ذلك كله لها، فكيف يعبدونها مع زوال ذلك كله عنها، وهو أفضل في ذلك كله منها، إلا لفعلهم الفاسد المدخول بالمكاثرة لحجة العقول.
وسألت: عن قوله: يوم يجمع الله الرسل فيقول ما ذا أجبتم قالوا لا علم لنا، ومسألة الرسل من الله عن ما أجيبوا في يوم البعث فمسألة عن الله ذات حقيقة وحكمة ورحمة برية من كل جهل وعبث وإنما هي تقرير لهم ولأممهم وتعريف وتوقيف وإبانة أنه لا يأخذ أممهم إلا بجرمهم لأنه هو الله الرحيم الرؤف وأنه علام ما خفي عن الرسل من غيرهم فيما كان من الجواب لهم في حسناتهم وذنوبهم.
صفحه ۴۴