االأعراف: 31] وكان في ذلك تنبية لهم على أن المصلي من شأنه أن يكون اماشيا في صلاته بمناجاته ربه في الآيات التي يقرؤها فإن لكل آية منزلا ينزله القارىء، والقاعد لا يلبس النعلين . قال: وإنما أمر موسى عليه السلام بخلع النعلين لأن الله تعالى كلمه بلا واسطة بخلاف المصلي منا فإنه في حجاب اعن دخول الحضرة التي دخل إليها موسى عليه السلام فلو صلح له دخولها الأمر كذلك بخلع النعلين فإن حكم من دخل حضرة الملك وانتهى سيره خلع انعليه أدبا فبانت رتبة المصلي بالنعلين وأطال في ذلك.
ووقال في الباب الحادي والثلاثين في قوله تعالى حكاية عن الخضر اعليه السلام ( فأردنا أن يبدلهما ربهما ) [الكهف: 81] بنون الجمع: إنما قال أردنا لأن تحت هذا اللفظ أمر إن أمر إلى الخير وأمر إلى غيره في نظر اموسى عليه السلام وفي مستقر العادة فما كان من خير في هذا الفعل فهو له عالى من حيث ضمير النون وما كان من نكر في ظاهر الأمر في نظر موسى لك الوقت كان للخضر من حيث ضمير النون فعلم أن نون الجمع لها هنا وجهان لما فيها من الجمع : وجه إلى الخبرية به أضاف الأمر إلى الله ووجه إلى العيب به أضاف العيب إلى نفسه. قال: ولو أن الخطيب الذي قال: وومن يعصهما فقد غوى يعني الله ورسوله كان يعرف هذين الوجهين اللذين القررناهما كما كان الخضر يعرفهما ولم يقل له النبي : ابئس الخطيب أانت" فخجل ومن يعص الله ورسوله على أن رسول الله جمع نفسه مع ابه في ضمير واحد فقال في خطبة رويناها عنه : "ومن يطع الله ورسوله فقد ار شد ومن يعصهما فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئا" وما ينطق عن الهوى فافهم ووقال في قوله تعالى: (ومن مايلنهه منامكر بأليل والنهار ) [الروم: 423 إنما لم يقل تعالى: "وبالنهار" ليحقق لنا أنه يريد أننا في منام في حال يقظتنا المعتادة أي أنتم في منام ما دمتم في هذه الدار يقظة ومناما بالنسبة لما أمامكم فهذا سبب عدم ذكر الباء في قوله: وآلنهار واكتفى بالليل.
وقال في قوله تعالى: إج في ذالك لعبرة لأولي الأبصكر) [آل عمران: 13] هو من العبور لا من الاعتبار فمعنى الآية : لا تقفوا على ظاهر
صفحه نامشخص