الصور بل اعبروا من ظاهر تلك الصورة إلى باطنها المراد منها كما أن الذي ايراه الإنسان في حال نومه ما هو مراد لنفسه وإنما هو مراد لغيره فيعبر من اتلك الصورة المرئية في حال النوم إلى معناها المراد بها في عالم اليقظة إذا استيقظ من نومه، وكذلك حال الإنسان في الدنيا ما هو مطلوب للدنيا فكل اا يراه من حال وقول وعمل إنما هو مطلوب للآخرة فهناك يعبر ويظهر له في الدنيا حالة اليقظة . وأطال في ذلك.
ووقال في الباب الثالث والثلاثين : اعلم أن النية جميع أفعال المكلفين كالمطر لما تنبته الأرض فإن النية من حيث ذاتها واحدة وتختلف بالمتعلق اوهو المنوي فتكون النتيجة بحسب المتعلق به لا بحسبها فإن حفظ النية إنما اهو القصد للفعل أو تركه كون الفعل حسنا أو قبيحا أو خيرا أو شرا ما آثر النية ومن فهو أمر عارض عرض ميزه الشارع وعينه للمكلف، فليس للنية أثر ألبتة من هذا الوجه خاصة كالماء فإن منزلته أنه ينزل ويسبح في الأرض اوكون الأرض الميتة تحيا به أو يهدم بيت العجوز الفقيرة بنزوله ليس ذلك له فيخرج الزهرة الطيبة الريح والمنتنة والثمرة الطيبة والخبيثة، من حيث مزاج البقعة أو طيبها، أو خبث البزرة أو طيبها قال تعالى: (يسقلى بماء وحد ونفضل بضها على بعض في الأكل } [الرعد: 4] فإن نوى المكلف خيرا أثمر خيرا اوإن نوى شرا أثمر شرا انتهى. وسيأتي في الباب الثامن والستين ما له تعلق بالنية والله أعلم.
وقال فيه : العارف يأكل في هذه الدار الحلوى والعسل، والكامل المحقق يأكل فيها الحنظل لا يلتذ فيها بنعمة لاشتغاله بما كلفه الله تعالى به امن الشكر عليها وغير ذلك من تحمل هموم الناس.
وقال في قوله تعالى: (كتب ريبكم على نفسه الرحمة ) [الأنعام: 454 ونحو قوله تعالى: (وكاب حقا علينا نصر المؤمنين ) [الروم: 47] وقوله: (وعلى الله قصد السبيل ) [النحل: 9] الحق تعالى ينزه عن أن يدخل تحت احد الواجب الشرعي وإنما المراد أن العلم الإلهي إذا تعلق أزلا بما فيه اعادتنا كان ذلك الوجوب على النسبة من هذا الوجه بمعنى أنه لا بد من ووجود تلك الطريق الموصلة إلى ذلك الأمر الذي تعلق به العلم مع كونه
صفحه نامشخص