تبرأ إخواننا أهل زوارة من أن يقولوا ولاية الله لعباده وبراءته يتقلبان بحسب تقلبهم من الطاعة إلى المعصية ومن المعصية إلى الطاعة، وقالوا: لسنا نقول ذلك، وإنما ذلك قول لبعض الإباضية، ونسب ذلك إلينا بل نقول كما تقولون ولايته إثبات الجنة للسعيد ولو في حال المعصية، والنار للشقي ولو في حال الطاعة. قلت: لعل ذلك غلط ويدل على أنه غلط ما يوجد في كتاب عبد الله الفزاري من علمائهم أن ولايته تعالى الحكم بالجنة لأهلها، وبراءته الحكم بالنار لأهلها على ما مر آنفا، ولعل ما نسب لهم من تقلب ولايته الله وبراءته قول لأوائلهم ومن بعدهم، أو أرادوا بتقلبها أن الإنسان مطلقا إذا كان في المعصية فحالته غير مرضية عند الله وغير محبوبة عنده وأنه منهي عنها وإذا كان في الطاعة فحالته مرضية محبوبة هي لا هو ومأمور بها، وهذا لا إشكال فيه. انتهى كلامه هنا، وهو كلام طويل ألحقنا ما فيه من الجوابات الرائقة كلا بمحله على قاعدة الترتيب ومناسبته التركيب كما رأيته آنفا وما ستراه إن شاء الله، ولكل مقام مقال.
وله رضي الله عنه لإخوانه العمانيين:
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم أما بعد: فسلام من كاتبه أمحمد بن يوسف اطفيش على أصحابنا من أهل عمان العلماء والتلاميذ والرؤساء والعباد خصوصا الشيخ <1/ 53> عبد الله بن حميد والشيخ عيسى بن صالح قائلا جاءتني أسئلة منكم وأردت إجابتها على شرط أن لا تكون بينكم فتنة فعاملوني بما لا يكون فيه:
- الأولى: سعيد عند الله أشرك أو عصى دون الإشراك وسيختم له بالوفاء أيبرأ منه الله؟ وشقي عمل بالطاعة والوفاء وسيختم له بالعصيان شركا أو ما دونه أيتولاه الله؟
صفحه ۵۲