161

الکامل فی اللغة والأدب

الكامل في للغة والأدب

پژوهشگر

محمد أبو الفضل إبراهيم

ناشر

دار الفكر العربي

شماره نسخه

الطبعة الثالثة ١٤١٧ هـ

سال انتشار

١٩٩٧ م

محل انتشار

القاهرة

قوله: "أبصرت تخددي"، يريد ما حدث في جسمه من النحول، وأصل الخد ما شققته في الأرض، قال الشماخ: فقلت لهم خدوا له برماحكم ... بطامسة الأعلام خفاقة الآل ويقال للشيخ: قد تخدد، يراد قد تشنج جلده، وقال الله ﷿: ﴿قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ﴾ ١، وقيل في التفسير: هؤلاء قوم خدوا أخاديد في الأرض، وأشعلوا فيها نيرانًا فحرقوا بها المؤمنين. وقوله: عضت من الوجد بأطراف اليد فإن الحزين، والمغيظ، والنادم والمتأسف يعض أطراف أصابعه جزعًا، قال الله ﷿: ﴿عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ﴾ ٢. وفي مثل ما ذكرنا من تخدد لحم الشيخ، يقول القائل٣: يا من لشيخ قد تخدد لحمه ... أفنى ثلاث عمائم ألوانا٤ سوداء حالكةً وسحق مفوفٍ ... وأجد لونًا بعد ذاك هجانا صحب الزمان على اختلاف فنونه ... فأراه منه كراهةً وهوانا قصر الليالي خطوة فتدانى ... وحنون قائم صلبه فتحانى والموت يأتي بعد ذلك كله ... وكأنما يعنى بذاك سوانا قوله: أفنى ثلاث عمائم ألوانا

١ سورة البروج ٤. ٢ سورة آل عمران ١١٩. ٣ قوله في زيادات ر: ذهب الشباب فلا شباب جمانا ... وكأن ماقد كان لم يك كانا وطويت كفى ياجمان على العصا ... وكفى جمان بطيها حدثانا ٤ زيادات ر: "الوانا: صفة لثلاث على المعنى، كأن قال: مختلفات".

1 / 164