الثالث: مَن غلب عليه الحبُّ للإنعام عليه فيُؤثِّر فيه [ذكره أو لشرف ذاته فيُؤثِّر فيه ذكر ذلك] (١).
[القسم الرابع] (٢) أو للتعظيم والإجلال وهذا أفضل الأقسام: ويختلف هؤلاء فِي المسموع منه، فالسماع من الأولياء أكثر تأثيرًا من السماع من الجهَلَة، ومن الأنبياء أشد تأثيرًا من الأولياء، ومن ربِّ الأرض والسماء أشدُّ تأثيرًا من الأنبياء؛ ولهذا لم يشتغل النبيُّون والصديقون وأصحابهم بسماع الملاهي والغناء، واقتصروا على سماع كلام ربهم.
[القسم الخامس] (٣) وأمَّا مَن يغلب عليه هوًى مُباح كعشق حليلته فهو يُهيجه السماع ويُؤثِّر فيه آثار الشوق وخوف الفراق، فسماعه لا بأس به.
[القسم السادس] (٤) وأمَّا مَن يغلب عليه هوى محرَّم كعشق أمرد أو أجنبية، فهذا يهيجه السماع إلى السعي فِي الحرام، وما أدَّى إلى الحرام حرام.
[القسم السابع] (٥) ومَن قال لا أجد فِي نفسي شيئًا من الأقسام الستة فالسماع فِي حقِّه مكروه، وخالَفه الغَزاليُّ فقال: إنَّه مباح، قال: وقد يحضر السماع قومٌ من الفجرة فيبكون وينزعجون لأغراضٍ خبيثة أبطَنُوها، ويُراؤون [الحاضرين] (٦) بأنَّ سماعهم لأحد الأسباب السابقة، قال: واعلَم أنَّه
_________
(١) زيادة من (ز٢) وفي (ز١): فيؤثر فيه ذلك.
(٢) ما بين المعقوفين استدرك من كتاب "قواعد الأحكام" ص ٢١٨، ط دار الكتب العلمية.
(٣) ما بين المعقوفين استدرك من كتاب "قواعد الأحكام" ص ٢١٨، ط دار الكتب العلمية.
(٤) ما بين المعقوفين استدرك من كتاب "قواعد الأحكام" ص ٢١٨، ط دار الكتب العلمية.
(٥) ما بين المعقوفين استدرك من كتاب "قواعد الأحكام" ص ٢١٨، ط دار الكتب العلمية.
(٦) في (ز١): الحاضرون، والمثبت من (ز٢).
1 / 30