والزم الصبر فإن الصبر مفتاح الفرج ومنزلته من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، ولا تترك طلب العلم فإنه فريضة علىكل مسلم، وعليك منه بالأهم فالأهم، فهو كما ذكر الإمام المهدي(1) -عليه السلام- في خطبة البحر الزخار(2): "فإن العلم صار مديدا، طوره قعيرا غوره حيث تشعب كل فن منه فنونا وانبجست كل عين منه عيونا، وليكن باطن أمرك كظاهره بل أحسن، فإن السريرة المحمودة بين العبد وربه هي(3) ملاك الخير وقوام الأمر ويجازى عليها صاحبها بالتأييد والنصر، وعليك بكتمان السر عن كل أحد فقد قال جدك علي(4) -عليه السلام-:" من كتم سره كانت الخيرة بيده ومن أفشى سره كثر المتأمرون عليه"، وإياك أن تعجل بإشكا الشاكي قبل معرفة ما عند خصمه، وإن زين مقاله وحسن كلامه، ثم ليتقرر عندك أن الله سبحانه وتعالى لما ولانا أمر عباده واستخلفنا في بلاده وأصدق(5) مقالته: {عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون}[الأعراف:129].
فإنه لا محالة سائل لنا عن ذلك وكلكم راع وكلكم مسؤال عن رعيته، والسائل لا بد له من جواب فعلينا أن نعد جواب هذا الخطاب ليوم الحساب، وإن إمامك مستعذر بك إلى خالقه عند السؤال، فكن حيث ظن بك إمامك إن شاء الله تعالى. وعليك أيضا أن تنظر في صلاح معائش رعيتك فمن ذلك تقرير التجار والتخفيف عنهم وعدم إيحاشهم لطلب شيء مما في أيدهم فقد قال الله سبحانه وتعالى: {ولا يسألكم أموالكم، إن يسألكموها فيحفكم تبخلوا ويخرج أضغانكم}[محمد:36-37].
صفحه ۱۸۱