بيض الوجوه كريمة أحسابهم ... شم الأنوف من الطراز الأول ... حقق الله لنا بآل نبيه، وصلة المحبة التي طبعنا عليها، وأعرضنا عن كل قحامة تقطع عنها نظر إليها، إذ لا فخامة إلا منهم، ولا زعامة إلا عنهم، ومن ثم قال عنهم عمر للحسن - رضي الله تعالى عنهما - اعتذارا إليه واعترافا بالحق الواجب عليه: والله ما أنبت الشعر على رؤوسنا بعد الله إلا أنتم. وقال للحسين: وقد قال له وهو صغير: انزل عن منبر أبي، فقال: والله إنه لمنبر أبيك، وما أنبت الشعر على رؤوسنا إلا أبوك. فرضي الله تعالى عنه، إذا أقر المجد في نصابه، ورده إلى إهابه، وجعلنا ممن أعطى كل ذي حق ما تستحقه مرتبته، وتستدعيه منقبته. إلى أن قال:- صلى الله عليه وآله وسلم-، وعلى آله المطهرين به من كل دنس، وعيب الآمنين بباهر جاهه من كل ريب الوارد فيهم: ((إن فاطمة الزهراء أحصنت فرجها فحرمها الله تعالى، وذريتها على النار)) ولكن لا ينبغي للشريف أن يقع منه بذلك اغترار، فقد قال محمد الجواد وأبوه علي الرضي وجد جده زين العابدين وهؤلاء من أكابر أهل البيت الطاهرين: إن ذلك الحديث خاص بأولاد فاطمة - رضي الله عنها - من غير واسطة، وكأنهم نظروا لما في حديث آخر مع عدم النظر لتلك الرابطة، وهو: ((يا فاطمة بنت محمد ويا صفية بنت عبد المطلب ويا عباس عم رسول الله - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - يا بني هاشم، يا بني عبد المطلب، اشتروا أنفسكم من الله، قوا أنفسكم من النار، لا أغني عنكم من الله شيئا)). وفيه ما فيه إذ فاطمة - رضي الله عنها - مذكورة في الحديثين، فتعين أن الأول فيه النظر المظهر للفضل والجمال، والثاني: فيه النظر للمظهر العدل والجلال.
صفحه ۷۶