... وقال في الفتاوى المتفرقة: ولا يبغض عن ذات الشريف، بل عن الوصف المذموم مع اعتقاد تطهيره، ولا يقع في حقه، فقد قيل مثل الشريف إذا أقيم عليه الحد الشرعي مثل أمير تلوثت قدماه بقذر، فغسله عنه أجل خدم أبيه، وما على من رأى سماء أن يطرحه، ولا ينجساه. قال الشيخ الأكبر في الباب التاسع والعشرين من ((الفتوحات)) ما معناه: وترى ما يقع من بعضهم من المظالم، كأخذ المال، والقتل، ونحو ذلك من الأمور السماوية كالموت، والغرق، ولا تقع في حق أحد منهم.
... تنبيه:
... كثيرا ما تسول للإنسان نفسه محبة أهل البيت النبوي، فيعتقد صدق الدعوى، ومن ناقش في ذلك تجلت شموسه، وانحلت عروسه، وإذا طلع الصباح فلا حاجة إلى المصباح. قال بعضهم: إذا رأيت المبتلى من أهل البيت، ورأيت في نفسك الرحمة له، والرأفة به، وعزمت على مساعدته على الزمان من غير استنكاف أحواله الغير المحتملة، فذلك دليل المحبة، وأما مراعاة الشريف إذا كانت له حالة تقتضيها، وملاحة ترتضيها، فالحكم حينئذ يدور مع العلة. وقال في ذلك:
وكل يرى طرق الضلالة والهدى ... ولكن طبع النفس للنفس قائد
... ومن محاسن المدينة:
... تعدد الحكام بها، وفيه لطف إلهي بالرعية، وذلك أنه إذا حدث بها أمر لا يقوم له ساق إلا باتفاق آرائهم، وفيه سر الإجماع البعيد من الخطأ في طريق الاجتهاد.
... وما أوقع ما قال:
تخالفت الآراء والحق واحد ... وكل إلى رأي من القول راجع
وهذا اختلاف جر للناس راحة ... كما اختلفت في الراحتين الأصابع
من ص 123-124
... الصدقات في المدينة:
صفحه ۷۷