فلهذا المعنى قسمنا الصدقة عند ما يستغني عنها الإسلام والمسلمون، وحبسناها عند ما يحتاج إليها ويضطر الأنصار والمجاهدون؛ نظرا منا للرعية، واحتياطا في الحياطة للبرية، وأداء إلى الله سبحانه النصيحة لعباده، وإحسانا وأداء إليه ما استأمننا عليه من الأموال(1) في بلاده، فصرفناها في إصلاح الدين والمسلمين، ورددناها على الأصناف من المسلمين حينا (2)؛ اجتهادا لله في النصيحة، وتأدية منا إليه ما حملنا من الأمانة؛ إذ كنا عن ذلك مسؤلين، وبإحسان النظر للإسلام والمسلمين مأمورين، وعن التفريط فيما يصلح البلاد منهيين.
وسأضرب لك إن شاء الله ولمن عقل صواب رشدنا قولا ومثلا، يبين لك حقائق علمنا، فليس كل متكلم مصيبا في قوله، ولا كل منتحل للعلم عالما(3) بكل ما يحتاج إليه، {وفوق كل ذي علم عليم}[يوسف: 76]، ومن طعن بغير علم على أولياء الله كان آثم أثيم:
صفحه ۷۷۴