والله ما بيني وبين محمد .... إلا امرؤ هاد نماه هاد
وأنا الذي عاينتموا أفعاله .... وكفى عيانكم عن استشهاد
وقال - عليه السلام -: فأما قولك لم يمنعك من محبة أولاده إلا أنهم لم يتبعوه، والمحبة لا تكون إلا بالاتباع؛ فإحدى المقتدمتين مسلمة، إنه لا يجب الحب إلا بالاتباع.
فأما أن أهل بيته لم يتبعوه فغير مسلم؛ لأنه قد أخبر - صلى الله عليه وآله وسلم - أنهم يتبعونه، ولا يفارقون كتاب الله إلى ورود الحوض، وأنهم سفينة نوح العاصمة.
وهو عندنا أصدق من الفقيه ومن غيره من الخلق، وإن كانت لفظة أفعل لا تستعمل بينهما قلت: أي على الحقيقة في التفضيل كما لا يخفى قال - عليه السلام -: وقد صرت تزاوج بين الجهلين، فانظر نتيجة الجهل ما هيه، لأنك قلت: ما منعك من حب أهل البيت إلا أن المتأخرين منهم لم يتبعوا النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - واتباع النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - عندك الثبوت على مقالتك الفاسدة، وهذا بناء جهل على جهل.
المتأخر من صالحي أهل البيت عليهم السلام لم يخالف الأول، ولا مخالفه إلى انقطاع التكليف، لشهادة الصادق المصدوق، بخلاف قولك قد بينا.
وقد رأيت الإسناد الذي حققنا لك من الطاهرين الناشئين في حجور الطاهرات؛ لأنا نعرفهم جملة وتفصيلا، وتفصيل أقوالهم، ومبلغ أعمارهم ، وعلل موتاهم، وأسباب قتلاهم، وموضع قبورهم، وأوليائهم في كل وقت، وأعدادهم في كل وقت، إلى يومنا هذا.
صفحه ۶۰