وقال - عليه السلام -: فأما إسناد مذهبنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فأقول: أخبرني أبي تلقينا وحكاية على العدل، والتوحيد، وصدق الوعد والوعيد، والنبوة، والإمامة لعلي بن أبي طالب - عليه السلام - بعد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بلا فصل، ولولديه الحسن والحسين عليهما السلام بالنص، وأن الإمامة بعدهما فيمن قام ودعا من أولادهما، وسار بسيرتهما، واحتذا حذوهما، كزيد بن علي، ومن حذا حذوه من العترة الطاهرة سلام الله عليهم واختصت الفرقة هذه من العترة وشيعتهم بالزيدية، وإلا فالأصل علي - عليه السلام - والتشيع له، لخروج زيد بن علي على أئمة الظلمة، وقتالهم في الدين، فمن صوبهم من الشيعة وصوبه وحذا حذوه من العترة، فهو زيدي بغير خلاف من أهل الإسلام.
..إلى قوله مخاطبا لصاحب الخارقة: فأين تغدو بفرقة قد استولت على كثير من أقطار الإسلام، وعمرته علما ورجالا وجدالا وقتالا.
نعم، المفقود في أيام محمد بن إبراهيم - عليه السلام - من إخوانك جنود العباسية مائتا ألف مقاتل، ما أفناهم إلا رجال الزيدية، وكم يعد لهم من الوقعات مع أئمة الهدى عليهم السلام .
..إلى قوله - عليه السلام -: ونحن ننص مذهبنا عن أب فأب، إلى أن يتصل برسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وزيد بن علي - عليه السلام - أضاف أهل البيت مذهبهم إليه، قالوا: نحن زيدية ، وإنما مرادهم مذهب زيد بن علي - عليه السلام - في الخروج على أئمة الظلم.
فأما الاعتقاد في أصول الدين فرأي أهل البيت عليهم السلام فيه واحد لا يختلفون في شيء من أصولهم.
ثم ساق - عليه السلام - إسناده في ذلك عن أب فأب، إلى أن اتصل بالنبي والوصي، عليهم صلوات الملك العلي، قال في آخره:
كم بين قولي عن أبي عن جده .... وأبو أبي فهو النبي الهادي
وفتى يقول روى لنا أشياخنا .... ما ذلك الإسناد من إسنادي
..إلى قوله:
صفحه ۵۹