..إلى قوله - عليه السلام -: وكان زيد بن علي - عليه السلام - أول من سن الخروج على أئمة الجور، وجرد السيف بعد الدعاء إلى الله، فمن حذا حذوه من أهل البيت عليهم السلام فهو زيدي ، ومن تابعهم وصوبهم من الأمة فكذلك، ولم يتأخر عن زيد إلا الروافض، فهم أهل هذا الاسم، والنواصب، وهم سلف الفقيه الذي يمشي في آثارهم، ويعشو إلى نارهم، فما ضروا غير أنفسهم.
فأما سند مذهبنا فقد ذكرناه عن أب فأب؛ فنعم الآباء..إلى قوله - عليه السلام -:
حتى تنحلته نصا فأفضل ما .... أخذت دينك نصا عن أب فأب
إذا رأيت نجيبا صح مذهبه .... فاقطع بخير على آبائه النجب(1)
فهذا سند مذهبنا، فقد أسندناه إلى المشاهير، أئمة هدى، اختصوا بولادة المصطفى - صلى الله عليه وآله وسلم - فكل آبائنا عليهم السلام زيد إمامه؛ لأنه عندنا أهل البيت إمام الأئمة بفتحه باب الجهاد على أئمة الجور، وقد مدحه الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - ومدح أتباعه بما فيه كفاية، وزيد بن علي، ومحمد بن علي ، وعبدالله بن الحسن، وإبراهيم بن الحسن، لم يختلفوا في حرف واحد من أصول دينهم.
فلما قام زيد بن علي - عليه السلام - دونهم على أئمة الجور تبعه فضلاء أهل البيت عليهم السلام في القيام، فقال محمد بن عبدالله النفس الزكية - عليه السلام -: ألا إن زيد بن علي - عليه السلام - فتح باب الجهاد، وأقام الحجة، وأوضح المحجة، ولن نسلك إلا منهاجه، ولن نقفوا إلا أثره.
صفحه ۵۸