..إلى قوله - عليه السلام -: وإن أعجب العجائب وما عشت رأيت العجب، أن ضلال الأمة وشذاذها، صارت تنازع أهل البيت دين أبيهم وجدهم، وأهل البيت أعرف بالذي نزل فيه، والعوام تقول: ولد الصانع أعرف من المتعلم سنة، ومن أمثال العرب: تعرفني بضب احترشته.
..إلى قوله - عليه السلام - في شأن القرآن: نزل على جدنا من فوق سبع سماوات، وحكى الحكيم سبحانه أنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وأخبر بحفظه.
..إلى قوله: وقد نشره الله تعالى وقوى الدواعي إليه، ألزم به الحجة حتى وصل في الغرب إلى نهاية السكن، وفي الشرق كذلك إلى السد، ولم يبق حيز الكفر إلا في الجهة الجنوبية والشمالية بالهند والروم، ومن صاقبهم، فما بلدة من بلادهم إلا وللإسلام فيها أثر، والكتاب الكريم فيها مستقر، فالحمد لله رب العالمين.
..إلى قوله: وكيف يجهل الأمر أهله ويحكم، ففي بيت من نزل؟ ومن أين انتشر؟ وفي حجور من تربى؟ إلا في أهل التنزيل والتأويل، والتحريم والتحليل، ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل، وعترة محمد - صلى الله عليه وآله وسلم -، من ألهموا غرائبه، وفهموا عجائبه، وعرفوا أوامره ونواهيه، ومجمله ومبينه، وخصوصه وعمومه، وناسخه ومنسوخه، ومحكمه ومتشابهه، ووعده ووعيده، وترغيبه وتهديده، ورسومه وحدوده وقصصه، وعزائمه ورخصه، ولفظه وإعرابه، وأمثاله وأبوابه، وما يجوز وما لا يجوز، وما وجه الحكمة في إنزاله على ما أنزل، وما المراد به، وما الواجب فيه وبه؛ فإن أحببت صحة دعوى هذه الجملة، وصلت وسألت، وإن كنت قد عرفت استحالة هذه الدعوى وبطلانها بما ألقي إليك من بغضة الآل وألهمت من المحال، فما هي من أبي بكر ببكر، وإذا لم تستح فاصنع ما شئت.
صفحه ۵۶