ثم فصل في قول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لعلي - عليه السلام -: ((أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ))، ثم عقب بعد ذلك بحكاية المذاهب، وبيان كل فريق من موال ومناصب.
..إلى قوله - عليه السلام - بعد ذكر القائلين بدين آل محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - في التوحيد والعدل من التابعين فمن بعدهم من علماء الأمصار في جميع الأقطار، من الحرمين الشريفين مكة والمدينة، والمصرين الكبيرين الكوفة والبصرة، واليمن والشام.
واعلم أرشد الله تعالى، أنا لم نذكر من ذكرنا، وتعنينا بتعدادهم، لأنا ندعي أنهم أكثر ممن خالفنا، بل المخالفون لنا أكثر أضعافا، وإنما جعلنا ذلك في مقابلة قول الخصم: إنه صاحب السنة والجماعة.
فأما السنة فهي لا تفارق الكتاب، والكتاب لا يفارق العترة بنص الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - الذي لا يحتمل التأويل.
وأما الجماعة فأي جماعة مع من خالف ذرية الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - ومن علماء الأمة من ذكرنا.
..إلى قوله - عليه السلام -: فكيف يصح للمخالف دعوى الجماعة فيما هذا حاله، والسنة في خلاف العترة، وإنما هذا كما بينا أن معاوية لما ظهر الأمر، واضطر الحسن بن علي - عليه السلام - إلى الموادعة، سمي ذلك العام عام الجماعة، وهذا معلوم للعلماء منا ومن خصومنا.
..إلى قوله: فانظر إلى هذا الأصل ما أضعفه، والأس ما أوهاه، وأما إضافة مقالته إلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وجماعة المسلمين، فهيهات هيهات، لن يصل إلى ذلك، وقد شاركته فرق الإسلام في الدعوى، فانتفى الاستحقاق إلا بالبينات، وهي البراهين، ولن تجد سبيلا إلى ذلك، وأنى له ذلك، ومن دونه خرط القتاد، وسف الرماد، وحر الجلاد.
صفحه ۵۵