وكذلك ما قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - من الذم لذامهم، والخبر عن حال باغضهم في ابتداء خلقه، وأنه لغير رشدة، أو حملته أمه في غبر حيضة ، أو كان من لا خير فيه من الرجال؛ فذلك قول رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وهو عن الله(1) إلى قوله - عليه السلام -: جهلت السورة، فعكست الصورة، كم بين من يشهد بما ورد فيه المؤالف والمخالف، ويجمع على صحة النقل فيه جميع الطوائف.
..إلى قوله: روينا عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال: ((أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه، وأحبوني لحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي ))، وهذا أمر، والأمر يقتضي الوجوب.
قلت: ممن أخرجه الحاكم في المستدرك، واعترف الذهبي بصحته، وأخرجه غيره.
وفي الحديث فيهم - سلام الله عليهم -: ((قدموهم ولا تتقدموهم، وتعلموا منهم ولا تعلموهم، ولا تخالفوهم فتضلوا، ولا تشتموهم فتكفروا)).
قلت: هي في أحد أخبار الثقلين، وقد استوفيناها في لوامع الأنوار.
..إلى قوله - عليه السلام -: فقد أخطر بنفسه، وصار كما قيل في المثل: قيل للشقي هلم إلى السعادة، فقال: حسبي ما أنا فيه، يظن أن سبه لذرية الرسول ينقصهم أو يضع منهم، ونقص ذلك عائد عليه، ووباله صائر إليه، فهو فيه كمن طعن نفسه ليقتل ردفه،
ما ضر تغلب وائل أهجوتها .... أم بلت حيث تناطح البحران
وأما جعله لصاحب بغداد وليجة دون أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومحل الوراثة، فقد أبت ذلك عليه أخبار الصحاح إن اعتقد أنها صحيحة، في خبر الكساء، والبرد، والمباهلة، وغير ذلك من الأخبار، في تخصيصهم بأنهم عترته أهل بيته.
..إلى قوله - عليه السلام -: فأما ذريته فلا ينازعنا أحد في ذلك من أهل الدين، وقد كان شغب الحجاج في ذلك، ثم سلم وانقطع ، إلا أن تكون بلية صاحب الخارقة أعظم من بليته، وقضيته أقبح من قضيته؛ ففي قوله تعالى: {ألم نهلك الأولين(16) ثم نتبعهم الآخرين(17)} [المرسلات]، ما يذهب هم كل مؤمن حزين.
صفحه ۴۴