..إلى قوله - عليه السلام -: فأما ائتمامك به فينبغي لمن كان على مثل حالك أن يكون إمامه كذلك، يوم ندعو كل أناس بإمامهم، فأنت في الائتمام وهو في الإمامة كما قيل في المثل السائر: وافق شن طبقه، وكما قال الشاعر :
هذا السوار لمثل هذا المعصم
ولكن ما يكون حال الأعمى إذا قاده الأعمى، والضال إذا كان دليله الضال.
..إلى قوله - عليه السلام -: كيف يصحب الخائف الخائف، ويؤم الظنين الظنين، ويقيم الحدود المحدود، وينفذ الأحكام المحكوم عليه؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون من ضلال هذه الأمة، وجفوتها لأهل بيت نبيها، ولكن كيف يستعظم ذلك من أمة قتل ابن دعيها ابن نبيها ، فما ذرفت عيونها، ولا وجفت قلوبها، ولا أوحشها حوبها، هذا وبرد الإسلام قشيب، وأصاغر الصحابة يستعظمون وخط المشيب.
ولما قبض رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - مرضي الفعل، مشكور العمل، قد أنقذ الخلائق من شفا الحفرة، ونجاهم من بحار الهلكة، وأضفى عليهم ستر الإسلام الحسن الجميل، لم يبق منهم عنق مكلف إلا وفيه له - صلى الله عليه وآله وسلم - منة الهداية، والمنة لله، كان من أمر فاطمة عليها السلام السلالة المرضية، والنسمة الزكية، والجمانة البحرية، والياقوتة المضيئة، ما كان من النزاع في الإرث(1)، وبعد ذلك في أمر النحلة لفدك وغيره ما شاع في الناس ذكره، وعظم على بعضهم أمره، حتى قال قائلهم:
وما ضرهم لو صدقوها بما ادعت .... وماذا عليهم لو أطابوا جنانها
صفحه ۴۵