ويستفتحون به كفروا به حين رأوه بعث من غيرهم حسدا للعرب، وهم يعلمون أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به.
وقال أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج في كتابه "معاني القرآن": ومعنى: {يستفتحون على الذين كفروا} قيل: فيه قولان، قال بعضهم: كانوا يخبرون بصحة أمر النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل: {وكانوا من قبل يستفتحون} يستنصرون بذكر النبي صلى الله عليه وسلم، {فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به} أي: ما كانوا [به] يستنصرون وبصحته يخبرون، كفروا به. فأعلم الله عز وجل أنهم كفروا وهم يوقنون أنهم متعمدون للشقاق وعداوة الله. اه
وقيل: هذه الآية الشريفة: {الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم}: نزلت في مؤمني أهل الكتاب: عبد الله بن سلام وأصحابه رضي الله عنهم كانوا يعرفون رسول الله صلى الله عليه وسلم بنعته وصفته ومبعثه في كتابهم كما يعرف أحدهم ولده إذا رآه مع الغلمان.
وروي أن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: لأنا كنت أشد معرفة برسول الله صلى الله عليه وسلم مني بابني. فقال له عمر بن الخطاب رضي الله عنه: وكيف ذلك يا ابن سلام؟ قال: لأني أشهد أن محمدا رسول الله حقا يقينا، وأنا لا أشهد بذلك
صفحه ۹۴