منهم، فلما بعث الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم رسولا من عند الله أجبنا حين دعانا الله، وعرفنا ما كانوا يتوعدوننا به، فبادرناهم إليه، فآمنا به وكفروا به، ففينا وفيهم نزل هؤلاء الآيات التي في "البقرة": {ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم} إلى قوله: {الكافرين}.
وقال أبو محمد إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة الهاشمي مولاهم الكوفي السدي: كانت العرب تمر بيهود، فيلقى اليهود منهم أذى، وكانت اليهود تجد نعت محمد صلى الله عليه وسلم في التوراة، فيسألون الله أن يبعثه فيقاتلون معه العرب، فلما جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم كفروا به حسدا، وقالوا: إنما كانت الرسل من بني إسرائيل، فما بال هذا من بني إسماعيل!.
وحدث شيبان بن عبد الرحمن النحوي في "تفسيره" عن قتادة في قوله تعالى: {ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم} قال: هو الفرقان الذي أنزله الله عز وجل على محمد صلى الله عليه وسلم مصدقا لما معهم من التوراة والإنجيل {معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين} قال: كانت اليهود تستفتح بمحمد صلى الله عليه وسلم على كفار العرب، كانوا يقولون: "اللهم ابعث النبي الذي نجده في التوراة يعذبهم ويقتلهم"، فلما بعث الله عز وجل نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم الذي كانوا يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة
صفحه ۹۳