علي الأزدي قال: كانت اليهود تقول: "اللهم ابعث لنا هذا النبي يحكم بيننا وبين الذين يستفتحون به". أي: يستنصرون به على الناس.
وقال أبو العالية رفيع بن مهران الرياحي البصري -أحد الأئمة التابعين المخضرمين: كانت اليهود تستنصر بمحمد صلى الله عليه وسلم على مشركي العرب، يقولون: "اللهم ابعث هذا النبي الذي نجده مكتوبا عندنا، حتى نعذب المشركين ونقتلهم"، فلما بعث محمد صلى الله عليه وسلم ورأوا أنه من غيرهم كفروا به حسدا للعرب، وهم يعلمون أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الله تعالى: {فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين}.
وحدث محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري ثم الظفري، عن رجال من قومه قالوا: ومما دعانا إلى الإسلام مع -رحمة الله وهداه: أنا كنا نسمع من رجال يهود، كنا أهل شرك أصحاب أوثان، وكانوا أهل كتاب عندهم علم ليس عندنا، وكانت لا تزال بيننا وبينهم شرور، فإذا نلنا منهم بعض ما يكرهون قالوا لنا: قد تقارب زمان نبي يبعث الآن نتبعه فنقتلكم معه قتل عاد وإرم، فكنا كثيرا مما نسمع ذلك
صفحه ۹۲