عليهم الصلاة والسلام انتهى.
ونحو ذلك ما نقله «الإمام الشعراني» في ميزاته عن «طبقات التاج السبكي» ما نصه: ينبغي لك أيها المسترشد أن تسلك سبيل الأدب مع جميع الأئمة الماضين، وألا تنظر إلى كلام بعض الناس فيهم إلا ببرهان واضح ثم إن قدرت على التأويل وتحسين الظن بحسب قدرتك فافعل وإلا فاضرب صفحًا عما ترى بينهم، فإنك يا أخي لم تخلق لمثل هذا وإنما خلقت للاشتغال بما يعنيك من أمر دينك. قال: ولا يزال الطالب عندي نبيلًا حتى يخوض فيما جرى بين الأئمة فتلحقه الكآبة وظلمة الوجه فإياك ثم إياك أن تصغي لما وقع بين «أبي حنيفة وسفيان الثوري» أو بين «أحمد بن صالح والشعبي» أو بين «أحمد بن حنبل والحارث المحاسبي» وهلم جرا إلى الزمان الشيخ «عز الدين ابن عبد السلام»، و«والشيخ تقي الدين بن الصلاح» فإنك إن فعلت إن فعلت ذلك خفت أئمة أعلام ولأقوالهم محامل ربما لم يفهمها غيرهم فليس لنا إلا الترضي عنهم والسكوت عما جرى بينهم كما نسكت عما جرى بين الصحابة ﵃ أجمعين.
قال: وكان «الشيخ عز الدين بن عبد السلام» يقول: إذا بلغك أن أحدًا من الأئمة شدد النكير على أحد من أقرانه فإنما ذلك خوفًا على أحد من أقرانه فإنما ذلك خوفًا على أحد ان يفهم من كلامه خلاف مراده لا سيما علم العقائد فإن الكلام في ذلك أشد. انتهى.
مطلب
(فيمن طعن في معاصروه)
وقال أيضًا «الشعراني» في كتابه «الأجوبة المرضية عن الفقهاء والصوفية» كما وقع أيضًا «للشيخ عز الدين بن عبد السلام» من رمى أهل زمانه بالكفر - من أجل كلمة قالها - في
عقيدته، وحرضوا (١) السلطان عليه ثم تداركه الله تعالى بلطفه.
_________
(١) في (ص) و(م) حرفوا.
1 / 67