وكذا نكروا على «الشيخ تاج الدين السبكي» ورموه بالكفر واستحلال شرب الخمر وأتوا به مغلولًا مقيدًا من الشام إلى مصر ومعه خلائق يشهدون عليه وأنكروا على إمام الحرمين (١) شيخ «الغزالي» وحسدوه وآذوه: فبرعه له ولد واشتغل بالعلم وصار يدرس نياتة عن والده فأطمعوه السم فقتلوه وأفتوا بكفر «الإمام الغزالي» بألفاظ وجدوها في كتابه «الأحياء» وحرقوا ما وجدوه في أرض المغرب من نسخ الأحياء.
وكان من جملة من قام عليه «القاضي عياض» وضرب رسول الله ﷺ ابن أبي الخوارزم في المنام بقارع فلم يزل أثر الضرب على جنبيه حتى مات والواقعة مشهورة.
ومن جملة ما شنعوا على «الغزالي» قوله: «ليس في الإمكان ابدع مما كان» وأمر «الإمام أبي حنيفة» و«أحمد بن حنبل» من الحبس والضرب مشهور وما قاساه «الإمام الشافعي» من أهل مصر لما ادعى الاجتهاد المطلق وكذا «الإمام مالك» من أهل عصره، وما قاساه «الإمام البخاري» حتى أخرجوه من بخارى إلى مدينة خرتنك فمات بها. وما قاساه «سعد ابن أبي وقاص» وتشكي أهل الكوفة عليه عند «عمر» رضي الله تعالى عنهما أنه لا يحسن أن يصلى. وغير ذلك مما يضيق عن تعدادهم هذا الكتاب فإن أردته فارجع إلى المصنفات المفصلة والكتب المطولة.
وفي كتاب «هداية السائل إلى أدلة السائل» لشيخنا «أبي الطيب القنوجي» حماه الله تعالى: قد فتح باب التقليد والمتذهب عداوات وتعصبات قل من سلم منها إلا من عصمه الله تعالى قال: وذكر «الحافظ الذهبي» في ترجمة «أحمد بن عبد الله الهناني» أن «نعيما الأصفاني» قال: كلام الأقران بعضهم في بعض لا يعبأ به؛ لا سيما إذا لاح لك أنه لعداوة أو المذهب أو الحسد،
_________
(١) الإمام الجويني جاور بمكة وأفتى ودرس بالمدينة سنوات وتوفي بنيسابور ٤٧٨هـ.
1 / 68