الأعتماد على السؤال للناس والإلحاح عليهم في المطالب وهذه خصلة من أردأ الخصال وأرذلها، وفيها رفع الهيبة، وحصول الذلة، والتعرض للاستخفاف بالمؤمن، وصرف الناس عن القبول للدين، فإنه إذا وعظ لم تقبل عظته تهمة له بطلب المنافع، وربما صرف الناس عن الأعمال الصالحة بسبب ما يرون من كثرة الأقبال من بعض من ظاهره الدين على السؤال، والإلحاح في الطلب، والنفوس مجبولة عن النفور من ذلك، والله تعالى يكرهه، والإشكال إنما يقع في سؤال الحق الواجب، وبعض الفقهاء قال: لا يجوز.
وفي حديث النبي أنه قال: (من يتكفل لي بواحدة أتكفل له بالجنة قال ثوبان: قلت: أنا يا رسول الله قال: لا تسأل الناس شيئا) (1).
وعنه ما من عبد فتح على نفسه بابا من السؤال إلا فتح الله عليه سبعين بابا من الفقر) (2).
وعنه أنه قال:(لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله وليس في وجهه مزعة لحم). (3)
صفحه ۵۲