وكان المسلمون يخبرون رسول الله بقول المنافقين، وأخبروا بقول قائلهم: {لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل}(1) يعني بالأذل خير الخلق وهو رسول الله ولهذا جرت عادة الصالحين من الصحابة إلى وقتنا هذا فافهم لتعمل.
الآفة الخامسة
قذف المؤمنين والوقيعة فيهم بما تجتلبه الظنون والخيالات، وهكذا لورمى محصنا أو محصنة بفاحشة أحبط الله عمله [لا] بما يتيقنه ويعلمه(2)، فإن ذلك من كبائر الذنوب على ما ورد به الكتاب المبين بقوله تعالى: {والذين يرمون المحصنات}(3) الآية.
وعن النبي (من رمى محصنا أو محصنة بفاحشة أحبط الله عمله، ووكل به يوم القيامة سبعين ألف ملك يضربونه من بين يديه ومن خلفه، ثم يؤمر به إلى النار، ومن أكل لحم أخيه المسلم فليس منا ولسنا منه في الدنيا والآخرة) (4).
فاحترز من هذه الآفة فإنها مزلة قدم، وقد استعمل الأكثر من أهل زماننا التحدث فيما بينهم بحسب ظنونهم وأوهامهم، وكان النبي يجلد ثمانين جلدة من يتحدث بما (5) علم، فكيف من يتوهم، ثم يتحدث بما يتوهم أو بما يظن.
صفحه ۴۳