وسأله رجل عن الغيبة فقال عليه السلام: (أن تذكر من المرء ما يكره أن يسمع) فقال: يا رسول الله وإن كان حقا ؟ فقال: (إذا قلت باطلا فذلك البهتان) (1).
الآفة الرابعة: النميمة
اعلم أن النميمة من كبائر الذنوب وعظائمها، فإن الوقيعة بين الناس ونقل كلام بعضهم إلى بعض لإلهاب نار الفتنة من أعظم الجرائم، فإنها ربما أفضت إلى القتل والقتال.
وفي الخبر عن النبي أنه قال: (من مشى بالنميمة بين العباد قطع الله له نعلين من نار تغلي منها دماغه، مزراقة عيناه يتلجلج لسانه، ينادي بالويل والثبور) (2).
وعنه (إن الله ينهاكم عن قيل وقال، وإضاعة المال،وكثرة السؤال) (3).
وليس يدخل تحت هذا إخبارك لولي الله بما يقوله عدو الله فيه، على وجه الإنذار والتحذير، وإلقاء العداوة بين من تحب وقوع العداوة منه إلى غيره، وقد أنذر الله تعالى نبيئه وأخبره بما يقوله المنافقون في كتابه قال تعالى: {هاأنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم} إلى قوله: {من الغيظ}(4) وقال تعالى: {لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم}(5).
صفحه ۴۲