قوموا بأمركم ننهض بطاعتنا إن الخلافة فيكم يا بني حسن واليوم يكذب علي ويسعى بي إليك، فأنكر الزبيري أن يكون قاله، وابتدأ يحلف على أنه لم يقل ذلك، وقال: والله الذي لا إله إلا هو، فقطع يحيى عليه السلام يمينه عليه، وقال له: لا تحلف هكذا، ولكن إحلف كما أحلفك، فإن عندنا يمينا لا يحلف بها أحد كاذبا إلا عوجل بالعقوبة، قل: " قد برئت من حول الله وقوته، واعتصمت بحولي وقوتي، وتقلدت الحول والقوة من دون الله، استكبارا على الله، واستغناء عنه، واستعلاء عليه، إن كنت قلت هذا الشعر ". فأضرب عبد الله الزبيري وامتنع من الحلف بذلك، فغضب هارون وقال للفضل بن الربيع: يا عباسي ماله لا يحلف إن كان صادقا، فصاح به الفضل بن الربيع وقال: إحلف ويحك ، فحلف باليمين، ووجهه متغير وهو يرتعد، فضرب يحيى بين كتفيه وقال له: يا ابن مصعب قطعت والله عمرك، والله لا تفلح بعدها، فمات في اليوم الثالث من غير اختلاف في الرواية، واختلفوا في سبب موته، فمنهم من قال أصابه الجذام فتقطع ومات، وكان هارون يقول كثيرا: سبحان الله ما أسرع ما أديل ليحيى بن عبد الله من ابن مصعب.
ثم رده إلى الحبس وضيق عليه، وله أخبار في ذلك يطول ذكرها.
صفحه ۸۱