============================================================
(34) سقاه الردى سيف اذا سل او مضت * اليه منايا الموت من كل مرقب الاو من هذا الباب قولهم فلان مرخي العنان وملقي الزمام والفرق بين القسمين انك ال اذا رجعت في الاول الى التشبيه الذي هو المقصد من كل استعارة مقيدة وجدته ياتيك عفوا كقولك رآيت رجلا كالاسد آو مثله او شبهه وان رمته في الثانى ال لا يؤاتيك تلك المؤاتاة اذ لا وجه ان تقول شىء مثل اليد للشمال وانماتهيا لك التشييه بعد ان تخرق اليه سترا او تعمل تاملا وفكرا وفي اغفال هذا الاصل الوقوع في التشييه وذلك ان من وضع في نفسه ان كل اسم يستعار فلا بد ان يكون هناك شى يمكن الاشارة اليه تتناوله في حالة المجاز كما تتناول مسماء في حالة الحقيقة ثم نظر الى قوله تعالى ولتصنع على عيني وقوله تجرى باعيننا ارتبك في الشك وحام حول الظاهر ووقع في التشيه الذي هو الضلال البعيد ففي معرفة هذا اخلاص من ذلك التشيه ويسمى هذا النوع استعارة تخيلية وهو كائبات الجناح للذل في قوله تعالى واخفض لهماجناح الذل من الرحمة اذا عرف هذا فالنوع الاول على اربعة اقسام الاول ان يستعار المحسوس للمحسوس وذلك اما بان يشتركا في الذات ويختلفا في الصفات كاستعارة الطيران لغير ذي جناح في السرعة فان الطيران والعدو يشتركان في الحقيقة وهي الحركة المكانية الا ان الطيران ال اسرع او بان يختلفا في الذات ويشتركا في صفة اما محسوسة كقولهم رايت شمسا ال يريدون انسانا يتهلل وحجهه وكقوله تعالى واشتعل الراس شيبا فالمستعار منه النار والمستعار له الشيب والحجامع الانبساط ولكنه في النار اقوى واما غير محسوسة كقوله تعالى اذ ارسلنا عليهم الريح العقيم المستعار له الريح والمستعار منه المرء والجامع المنع من ظهور النتيجة الثانى ان يستعار شيء معقول لشيء معقول
لاشتراكهما في وصف عدمي او ثبوتي وأحدهما اكمل من ذلك الوصف فينزل الناقص منزلة الكامل كاستعارة اسم العدم للوجود اذا اشتركا في عدم الفائدة او استعارة اسم الوجود للعدم اذا بقيت آثاره المطلوبة منه كتشييه الجهل بالموت
صفحه ۳۴