============================================================
(35) الغضب والسكوت والزوال امران معقولان الثالث ان يستعار المحسوس للمعقول كاستعارة النور الذي هو محسوس للحجة واسعارة القسطاس للعدل وكقوله تعالى بل تقذف باحق على الباطل فيدمغه فالقذف والدمغ مستعاران وقوله تعالى فتبذوه وراء ظهورهم وقوله تعالى فاصدع بما تؤمر استعارة كناية عما اوحي اليه كظهور ما في الزجاجة عند انصداعها وكل خوض في القرآن العزيز فهو مستعار من الخوض فى الماء وكل ما فيه من الظلمات والنور فهو مستعار وقوله تعالى ويبغونها عوجا العوج مستعار وقوله تعالى الم تر آنهم فى كل واد يهيمون الوادي والهيمان مستعاران وقوله تعالى قالتا آتينا طائعين جعل لهما قولا وطاعة الرابع ان يستعار اسم المعقول للمحسوس على التآويل المذكور في التشبيه كقوله تعالى اذا القوا فيها سمعوا لها شهيقا وهى تفور تكاد تميز {فصل في جيد الاستعارة ومتوسطها ورديتها من حيت الجملة) قال آبومحمد ع بدالله بن سنان الحفاجي وقد اختار آبو القاسم الحسن بن بشر الأمدي من جلة الاستعارة قول امرئ القيس الان ال فقلت له لما تمطى بصلبه * وأردف اعجازا وناه بكلكل ال وقال ان هذه الاستعارة في غاية الحسن لانه انما قصد وصف احوال الليل شيئا فشيئا وقال الخفاجي وهذا الذي ذكره أبو القاسم لا ارضى به غاية الرضى ولو كنت اسكن الى تقليد احد من علماء هذه الصناعة لقلدته لحسن نظره وصحة فكره وهو عندي من الوسط ليس من جيد الاستعارة ولا من رديتها وانما قلت ذلك لان آبا القاسم قد آفصح بان امرء القيس لما جعل لليل وسطا وعجزا استعار له اسم الصلب وجعله متمطيا من اجل امتداده وجعل الكلكل من اجل نهوضه وكل هذا انما يحسن بعضه لاجل بعض فذكر الصلب انما
صفحه ۳۵