وإن لم يلتزموه لزمهم عدم العمل بقضية إليسع، ومما يوضح ذلك أنهم كانوا يعرضون علي أعيادا ليست في شريعة موسى ﵇ ولا في التوراة التي اأنزلت عليه، فزادوا عيدها، فإن المسمى عندهم توريم وقراءة سورة هامان وهي الآن من الفروض الواجبة عليهم. ونص ما هم يصلون به في هذا العيد المذكور:
«بروخ أنه إلوهيتو ملخ هنولم أشر قدح أنو بمصوثو، وحدنوا على مغر أمقيله.»
شرحه:
تبارك الله ربنا ملك العالم الذي خصنا بفرائضه وفرض علينا قراءة سورة هامان.
وبين هامان وزير أردشير، وبين موسى ﵇ أزيد من الف سنة، فانظر هذا الذي حكيناه فإنه يناقض نصهم الذي أمروا فيه أن لا يزيدوا ولا ينقصوا منه. وانظر هؤلاء الكفار هل لهم عقل أو لا عقل لهم يتبعون أقوال الأغبياء ويتركون الحق الواضح. وهذا ومثله يدل على ان كل ما يعتقدونه فاسد، وكذلك جميع ما في توراتهم أنهم لا يؤمنون على شيء وقد تناقضوا أيضا في محل آخر وذلك في توراتهم أنهم أمروا بأن لا يخرج أحد منهم يوم السبت ولا يتحرك من مكانه، وما عندهم في ذلك إباحة، ثم إن علماءهم أباحوا لهم أن يجعلوا خشبة في دورهم لتبيح لهم الخروج ويعتقدون أن ذلك فرض عليهم، وهذا تناقض أعظم من الأول. وكون الخشبة تبيح لهم الخروج هذا غير معقول المعنى بل يعبثون ويعتقدون اعتقادا فاسدا ويتبعون أهواءهم ويقولون نحن متبعون لموسى ﵇، وهم كاذبون. وكذلك أمروا بأن لا يشعلوا نارا يوم السبت
1 / 46