هو المصطفى وهو المختار واليه كانت الأمم تنتظر، وبشر به الأنبياء قبل وجوده ولم يأت بعد أشعياء نبي ولا دين بهذا الوصف إلا دين محمد ﷺ، ودليل هذا في النص: ينجلو. إذ هو في العدد أحمد والخمس صلوات، ويوم الجمعة سادس الأيام. وعلى هذا يقع عدد اللفظة المذكورة والله الموفق.
فصل
يذكر فيه أن موسى ﵇ أوصى بني إسرائيل أن لا يزيدوا في شريعته ولا ينقصوا منها والنص غير ذلك:
«اث كل هز بر أشر أنخي مصور إثغم اؤثو تشمرون لعوث لوثوسيف علو ولو تعرم مصنوا.» (١)
شرحه:
جميع الأمر الذي نأمركم به تحفظونه لا تزيدوا عليه ولا تنقصوا منه.
فإن قيل ما وجه مساق هذا النص في نسخ الأديان: قلنا إن موسى ﵇ أمرهم أن لا يزيدوا في شريعته ولا ينقصوا منها، ومن الذي أمر به في شريعته ألا يقربوا قربانا إلا بموضع القدس. ثم إن إليسع ﵇ قرب قربانا بشمرون، وكان أهلها إذ ذاك يعبدون عجول الذهب من دون الله تعالى، فتقبل منه قربانه وبين بيت المقدس وشمرون مدة طويلة. واليهود لعنهم الله لم يزالوا يقربون قربانهم بشمرون، ورفضوا ما أمرهم به موسى ﵇ من تقريبها بالقدس فربما احتجوا وقالوا أمرنا أن لا نزيد ولا ننقص مما أمرنا به. فيقال لهم: قد زدتم ونقصتم، ويحتج عليهم بما قررنا. فإما أن يلتزموا ذلك أو لا يلتزموه، فإن التزموه لزمهم نسخ دينهم،
_________
(١) التثنية ١٢: ٣٢
1 / 45