ولا أعتقد أن القارئ العربي سوف يحتاج إلى المزيد من الآراء النقدية للاسترشاد بها في تفهم هذا النص العسير التفسير؛ فما أوردناه يكفي، وإن كان لا بد هنا من إضافة كلمة حول الترجمة المنثورة التي اخترتها وكان يمكن أن تكون نظما على نحو ما فعلت في الفقرتين الواردتين في أول المقدمة. والسبب الأول في اختيار النثر بدلا من النظم هو الذي أوردته في مقدمتي لترجمة «يوليوس قيصر» (هيئة الكتاب، 1991م)، وهو باختصار محاولة الالتزام الدقيق بالأبنية الفكرية والشعورية للعبارات في الترجمة، وعدم تغييرها في الصياغة المنظومة، خصوصا بسبب الخلاف الناشب حول اختلاف الأساليب ونسبة بعضها إلى فلتشر؛ إذ رأيت أن التدخل بالإيقاع العربي سيضيف حتما نغمة غريبة عن هذه الأساليب، وأن محاولة الاقتراب الحرفي والدقيق من النص الأصلي أصدق للمسرحيات التاريخية وأقرب للحفاظ على روح الوقائع المروية؛ فالنظم العربي يميل إلى إلغاء البعد الزمني وإيجاد روح الألفة، وهذا ما لا تتطلبه هذه المسرحية التي تمثل لقراء العربية وقائع تاريخية حقيقية مرتبطة بزمان ومكان من المحال تجريد أي منهما.
وإزاء الاختلافات الكبيرة في تفسير النص كان لا بد من إدراج هوامش مهمة، وقد فضلت إدراجها في نفس الصفحة، رغم تعطيلها للقارئ، حتى لا أرهقه بالعودة إلى ثبت في آخر النص نادرا ما يعود إليه القارئ في الأحوال العادية. كما كتبت الأسماء بصورتها المنطوقة في النص والمقدمة، وكثيرا ما كنت أضع الاسم الأجنبي أيضا لمساعدة من يعرف اللغة الإنجليزية، أما البرولوج والخاتمة فهما مترجمان نظما، وكذلك أغنية القينة للملكة.
وقد اعتمدت في الترجمة على ثلاث طبعات هي طبعة آردن، من تحرير فوكس
Foakes
وطبعة نيوكيمبريدج من تحرير جون مارجسون
Margeson
وطبيعة بنجوين من تحرير جورج هاريسون
Harrison ، كما استعنت بالمراجع الشيكسبيرية المعروفة والمذكورة في سياق المقدمة قبل الترجمة وبعدها، وعدلت النص وفقا لبعض ما عثرت عليه من «قراءات» أصدق. ولا يفوتني أن أشكر صديقي الدكتور ماهر شفيق فريد الذي أمدني بطبعة بنجوين، وصديقي ماهر حسن البطوطي الذي أرسل لي من نيويورك طبعتي آردن ونيوكيمبريدج، وكثيرين من الأصدقاء الذين أمدوني بالمراجع التي استندت إليها في كتابة المقدمة وخصوصا الصور الزيروكس من كثير من فصول الكتب والمقالات التي استعنت بها في التعرف على اتجاهات النقد للمسرحية ومهادها التاريخي، خصوصا الدكتور حيان الساعي الذي أرسل لي من لندن معجم شيكسبير (العمدة) من تأليف شميث في صيف هذا العام.
الممثل العظيم هنري إيرفنج
Henry lrving
صفحه نامشخص