في أيام معدودات﴾ [البقرة: ٢٠٣]. فهذه يراد بها القليل؛ لأنها يراد بها أيام التشريق. وقال - سبحانه - حكاية عنهم: ﴿لن تمسنا النار إلا أياما معدودات﴾ [آل عمران: ٢٤]. فهذه للكثرة؛ لأنه جاء في التفسير أنها أربعون يوما، وهي التي عبدوا فيها العجل. وكذلك التاء في معدودة أيضا تكون للقليل والكثير، قال - سبحانه -: ﴿وشروه بثمن بخس دراهم معدودة﴾ [يوسف: ٢٠] وقال: ﴿إلا أياما معدودة﴾ وقال أيضا: معدودة ومعدودات بمعنى واحد. قال الله - سبحانه -: ﴿وشروه بثمن بخس دراهم معدودة﴾ [يوسف: ٢٠] لقليل الدراهم، وكذلك تقول: صمت أياما قليلة، ودفعت له دريهمات يسيرة.
(٥٢) حول المقولة الرابعة والستين: قولهم: ما رأيته من أمس
قوله: فإن "من" ها هنا بمعنى "في" الدالة على الظرفية، بدليل أن النداء للصلاة .. الخ.
قال "أبو محمد": هذا الذي ذكره هو المشهور من مذهب البصريين، وإن كان أهل الكوفة يخالفونهم في ذلك. ومن البصريين من ذهب إلى أن "من" تكون لابتداء الغاية في جميع الأسماء من الزمان والمكان والأحداث والأشخاص. تقول: أخذته من زيد وسرت من البصرة وأتيته من غدوة. قال الله ﷾: ﴿ومن آناء الليل فسبح﴾ [طه: ١٣٠]. وقال: ﴿ومن الليل فتجهد به نافلة لك﴾ [الإسراء: ٧٩]، وقال: "الحصين":
1 / 770