ثمّ حققها وخرّجها محمد شكور بن محمود الحاجي أمرير المياديني، دون الإشارة إلى الأصل الخطّي الذي اعتمده، ونشرته مكتبة المنار في الزرقاء بالأردن، وقد منّ الله عليّ فحققته ونشُر ضمن سلسلة مؤلفات الإمام العز ابنُ عبد السلام.
* ثالثًا - العقيدة والزهد والرقائق:
٩ - شجرة المعارف والأحوال وصالح الأقوال والأعمال:
هذا الكتاب من أجمل ما كتب الإمام رحمه الله تعالى في الفضائل؛ فهو موسوعةٌ في الإحسان، وكيفيّة التخلّق بالأسماء والصفات، وما يتعلّق بالقلوب والجوارح من الأحكام، والمأمورات والمنهيّات الباطنة؛ صاغه مؤلِّفُه بعبارة موجزة مبسّطة بعيدة عن التكلّف، متميّزًا بالوضوح والإيجاز في العبارة، دون الإبهام في الإشارة، مستشهدًا لكلّ فصل بالقرآن الكريم والسنّة الصحيحة، ويُتبعه بعباراته وأحكامه، حتى جاء في (٨٤٨) فصلًا، لذلك قال فيه ابنُ السُّبكيّ: "حسن جدًّا" (١)، وقال فيه مؤئفه العزّ ﵀: "مَن فهم ضوابط هذا الكتاب لم يكدْ يخفى عليه أدبٌ من آداب القرآن" (٢).
وقد نسبه للعز ابنُ السُّبكيّ في "طبقات الشافعية الكبرى" (٨/ ٢٤٨)، والداودي في "طبقات المفسرين" (١/ ٣١٤)، وحاجي خليفة في "كشف الظنون" (ص: ١٠٢٧)، والبغدادي في "هدية العارفين" (١/ ٥٨٠)، والمناوي في "فيض القدير" (٦/ ٧٩).
_________
(١) "طبقات الشافعية الكبرى" (٨/ ٢٤٨).
(٢) "شجرة المعارف والأحوال"، الفصل (٨٣٦).
1 / 58