الغاية في اختصار النهاية
تأليف
سلطان العلماء العز بن عبد السلام عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام السلمي
(المتوفى سنة ٦٦٠ هجرية)
تحقيق
إياد خالد الطباع
[المجلد الأول]
صفحه نامشخص
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
1 / 2
الْغَايَة فِي اخْتِصَار النِّهَايَة (١)
1 / 3
طبعة خَاصَّة
الْكتاب طبع على نَفَقَة
وزارة الْأَوْقَاف والشؤون الإسلامية
وَهُوَ يوزع مجَّانا وَلَا يجوز بَيْعه
[email protected]
إدارة الشؤون الإسلامية
ص. ب: ٤٢٢
الطبعة الأولى
١٤٣٧ هـ - ٢٠١٦ م
حُقُوق الطَّبْع مَحْفُوظَة لدار النَّوَادِر
قَامَت بعمليات التنضيد الضوئي والإخراج الفني والطباعة
دَار النَّوَادِر
لبنان - بيروت
ص. ب: ١٤/ ٤٤٦٢
هَاتِف: ٠٠٩٦١١٦٥٢٥٢٨
فاكس: ٠٠٩٦١١٦٥٢٥٢٩
E-mail: [email protected]
Website: www.daralnawader.com
1 / 4
تصدير
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَن لا نبيَّ بعده.
أما بعد:
فإن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة قطر وقد وفَّقها الله لأن تضرب بسهم في نشر الكتب النافعة للأمة - لَتحمَدُ اللهَ ﷾ على أن ما أصدرته قد نال الرضا والقبول من أهل العلم.
والمتابع لحركة النشر العلمي لا يخفى عليه جهود دولة قطر في خدمة العلوم الشرعية ورفد المكتبة الإسلامية بنفائس الكتب القديمة والمعاصرة، وذلك منذ ما يزيد على تسعة عقود، عندما وجَّه الشيخ عبد الله بن قاسم آل ثاني حاكم قطر آنذاك بطباعة كتابي "الفروع" و"تصحيح الفروع" سنة ١٣٤٥ هـ، وكان المؤسس الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني رحمه الله تعالى قد سنَّ تلك السنَّة من قبل.
وما الجهود التي تبذلها الوزارة إلا امتداد لذلك النَّهج، وسير على تلك المحجَّة التي عُرفت بها دولة قطر.
ومنذ هذه الانطلاقة المباركة يسَّر الله جلَّ وعلا للوزارة إخراج مجموعة من أمهات كتب التراث والدراسات المعاصرة المتميزة في فنون مختلفة.
1 / 5
وإصدارنا الجديد هو كتاب:
الغاية في اختصار النهاية
لسلطان العلماء الإمام عزِّ الدِّين عبد العزيز بن عبد السلام السُّلمي (ت هـ ٦٦ هـ)، وهو مختصر مبتكرٌ لكتاب "نهاية المطلب في دراية المذهب" لإمام الحرمين الجويني، الذي سبق أن طبعته الوزارة في عشرين مجلدًا بتحقيق الأستاذ الدكتور عبد العظيم الدِّيب ﵀.
لقد أعاد الإمام العزُّ بن عبد السلام صياغة نصوص الكتاب، وحلَّ مشكلاته، وبيَّن مجملَه، وجرَّده من الاستدلالات المنطقية وأقوال المذاهب الأخرى، فجاء محررَ الأقوالِ، مهذَّبَ النصِّ، مُلَخِّصًا للمذهب، مُخَلَّصًا من غيره، معقّبًا ومجتهدًا رأيَهُ؛ لذا أثنى عليه العلماء.
ولأهمية الكتاب ومكانته العلمية الكبيرة تتشرَّف الوزارة بإخراجه محقَّقًا لأوَّل مرَّة على نقصٍ يسيرٍ فيه تعذَّر العثورُ عليه في المخطوطات المتوفرة.
وقد حظيت هذه الطبعة بالمراجعة والتدقيق بإدارة الشؤون الإسلامية.
والحمد لله على توفيقه، ونسأله المزيد من فضله.
وصلى الله وسلم على نبيِّنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
إِدَارَةُ الشُّؤونِ الإِسْلامِيَّةِ
1 / 6
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مقدمة التحقيق
إنَّ الحمد لله، نحمدُه، ونستغفره، ونستعينه، ونستهديه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسنا ومن سيئاتِ أعمالنا، مَن يهْدِ اللهُ فلا مضِلَّ له ومن يضللْ فلا هادي له. وأشهدُ أنْ لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، بعثه اللهُ رحمةً للعالمين هاديًا ومبشَرًا ونذيرًا. بلغ الرسالة وأدّى الأمانة ونصحَ الأمّةَ فجزاهُ اللهُ خيرَ ما جزى نبيًّا من أنبيائه. صلواتُ اللهِ وسلامه عليه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، وعلى صحابته وآل بيته، وعلى من أحبهم إلى يوم الدين.
حمل سلفُ الأمّة راية الهداية فبلَّغوها كما سمعوها، فقطعوا الفيافيَ في تبليغ رسالة الإسلام، ورحلوا مشارق الأرض ومغاربها يُسْمِعون الحديثَ والأثرَ وَيسْمعونه، ويأخذون فقه الصحابة والتابعين ويتدارسونه، غير عابئين بوعثاء السفر، ولا قلّة حيلتهم، ولا يهدفون إلى جمع شيء من حطام الدنيا. بل أرادوا أن يبنوا بفعلهم هذا حضارة الإسلام ونظامه القائم على تشريع سماويٍّ لا يتغيَّر ولا يتبدَّل، فاستحقّوا بذلك أن يكونوا أعلام الموقِّعين عن ربّ العالمين، فكان من ذلك كلِّه أن ظهر في هذه الأمَّة أئمَّةٌ متبوعون، وأصحابٌ مجتهدون، رسموا للناس بعلمهم واجتهادهم نظام الإسلام في العبادات والمعاملات وأحكام الأسرة والقصاص والجنايات وأحكام
1 / 7
الدولة ورسومها.
وعمل الفقهاء في هذا الإطار؛ فكانوا هم أصحاب مناصب الفتوى والقضاء؛ ومدرِّسي الأحكام الشرعيَّة في الجوامع الكبرى في حواضر العالم الإسلامي، على مرِّ العصور، وأساتذة المدارس العلميّة في مدن الإسلام يهتدي الناس بأقوالهم وأعمالهم، فيما يُفتونه من مسائل النوازل، ويلتزمون اجتهادهم فيما قرَّروه من أحكام أدّى إليه اجتهادُهم.
وهذا الكتاب (الغاية في اختصار النهاية) ثمرة من ثمار فقيه الأمّة في وقته، شيخ الشافعيّة في الشام ومصر، وأول من سُمِّي بسلطان العلماء في التاريخ الإسلامي فيما أُرجِّح، الإمامُ العزُّ بن عبد السلام؛ الذي منَّ الله عليَّ بصحبة كتبه جمعًا لِنُسَخِها، وتحقيقًا لنصوصِها منذ أكثر من ربع قرن من الزمان. فقد نخلتُ مكتبات العالم وفهارسها بحثًا عن كتاب له، أو أثر عنه، وطوّفتُ عددًا من البلدان، حتى جمعتُ مخطوطات كتبه من خزائن الأرض جلّها تقريبًا، ممّا علمتُ مكانه، ولم أُهمل إلا نسخة كان البديل عنها لديَّ أقوى أو أفضل، أو وقفت حواجز الزمان دون الحصول عليها.
وهذا الكتاب بدأتُ في جمع مخطوطاته سنة (١٩٩٧ م)، وانتهيت من جمع النسخة الأولى شبه الكاملة سنة (٢٠٠٠ م)، وفيها بدأتُ تحقيقه بحول الله تعالى، وانتهيتُ من تحقيقه في العام (٢٠١٠ م)، وخلال الأعوام العشرة (٢٠٠٠ - ٢٠١٠ م) وردتْ إليَّ النسخ الأخرى للكتاب في فترات متباعدة من ألمانية وتركية ودمشق، فقمتُ بمقابلتها.
وأقدمتُ على تحقيق نصِّه ولمَّا يُطبع أصله "نهاية المطلب" لإمام
1 / 8
الحرمين، وكنتُ أخوض مفازة لا يعلمها إلا الله، من اختلاط الأوراق وسوء ترتيب التجليد، والتقديم والتأخير في الأبواب والفصول، حيث تمكَّنتُ بحول الله وتوفيقه من التغلّب على ذلك، وكان التشجيع الذي ألقاه من إخواني أهل العلم نحو إبراز أثر الإمام في الفقه الشافعيّ خير معين على المتابعة في العمل به.
ويبقى ضبط النص وإحكامه مطلبًا مهما للمحقّق، فاجتهدتُ في ضبطه والتعليق عليه وتحقيق نصِّه بقدر وُسعي وحسب الطاقة، لكنَّ إرادة الله ﷿ فوق كلّ إرادة، إذ أراد بهذا الكتاب حُسنى؛ فقد هيَّا الله لي الإخوة في دار النوادر، وكان كتاب "نهاية المطلب" لإمام الحرمين قد طُبع ونشُر بعدُ، فحملوه على كاهلهم، مراجعين ومقابلين ومصحِّحين، فكانت العَرضة الأخيرة لهم.
ويسرّني أن أكتب لهذا الكتاب العُجاب أوَّلِ مصنّفٍ يُطبع للعز في الفقه الشافعي كاملًا مقدَّمة موسّعة، ضمّنتُها ثلاثة أبواب: الباب الأول في ترجمته، والباب الثاني في جهوده العلميّة، والباب الثالث في كتاب "الغاية في اختصار النهاية". مؤثرًا في كلّ باب أن أُورد معارف جديدة لم يذكرها من أفرد الكتب في ترجمته، بحسب الإمكان، وعلى الله التكلان.
وقد ضمّنتُها معجمَيْن مهمَّين:
١ - معجم مصطلحات الشافعيّة في الأقوال والآراء والمذاهب حتى القرن السابع عصر المؤلِّف.
٢ - معجم مصطلحات رجال المذهب وكتبهم المشهورة المذكورين في (الغاية في اختصار النهاية).
1 / 9
وأرجو من الله العليِّ القدير أن ينفع بهذا الكتاب إنّه نِعْم المولى ونِعْم النَّصير.
* * *
1 / 10
الباب الأول في ترجمته
1 / 11
الباب الأول في ترجمته
* نشأته:
هو عبدُ العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم بن الحسن بن محمَّد بن مهذب السُّلَمِيُّ، الدمشقيُّ مولدًا، ثم المصريُّ دارًا ووفاة، الشافعيُّ مذهبًا، يُكْنَى بأبي محمَّد، ولُقِّبَ بعدَّة ألقاب، فلقبُه الاسميّ عزّ الدين، ولقبُه العلميّ والدّينيّ: الإمام العز، وشيخ الإسلام، ولقَّبه تلميذه ابنُ دقيق العيد: سلطانَ العلماء، واشتُهر به؛ لجرأته في الحقّ، وقوّة جَنانه، وجلاء بيانه، وعلوّ كعبه في العلم.
وُلد الامام العزّ سنة (٥٧٧) للهجرة، بدمشق من أسرة فقيرة، ولم يطلب العلم إلا بعد أن كبر؛ يقول ابن السُّبكيّ: سمعت الشيخ الإمام - أي والد ابن السُّبكيّ - يقول: كان الشيخ عزّ الدين في أوَّل أمره فقيرًا جدًّا، ولم يشتغل إلا على كبر، وسبب ذلك أنه كان يبيت في الكَلَّاسة من [شمالي] جامع دمشق، فبات بها ليلة ذات برد شديد فاحتلم فقام مسرعًا، ونزل في بركة الكَلّاسة من جامع دمشق، فحصل له ألم شديد، فنام فاحتلم ثانيًا، فعاد إلى البركة لأنَّ أبواب الجامع مغلقة وهو لا يمكنه الخروج، فطلع فأغمى عليه من شدة البرد ... ثم سمع النداء في المرة الأخيرة، يابن عبد السلام:
1 / 13
أتريد العلم أم العمل؟ فقال الشيخ عز الدين: العلم لأنه يهدي إلى العمل فأصبح، وأخذ التنبيه [لأبي إسحاق الشيرازيِّ] فحفظه في مدَّة يسيرة، وأقبل على العلم فكان أعلم أهل زمانه، ومن أعبد خلق الله.
* * *
* شيوخه:
قرأ الإمام العزّ على عدد من كبار علماء عصره؛ فتحمّل الحديث، وأخذ الفقه، ودرس الأصول، وأتقن العربيّة، وقرأ التصوف، وكان شيوخه أعلام عصره علمًا وعملًا، رؤوس العلم في بلده وترحاله؛ فلا غرو أن يكون نتاج تحمّل هذا العلم عالمًا فحلًا، ومؤلّفًا متقنًا، وداعية إلى الله على بصيرة.
ونذكر من هؤلاء العلماء الذين أخذ العلم عنهم:
١ - فخر الدين ابن عساكر: هو أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين، فخر الدين بن عساكر؛ أخذ عليه فقه الشافعيّة؛ وبه تخرّج فيه، قال فيه ابنُ السُّبكيّ: شيخ الشافعية بالشام وآخر من جُمع له العلم والعمل، ولد سنة (٥٥٥ هـ)، وقيل (٥٥٠ هـ)، وتُوفِّي سنة (٦٢٠ هـ) (١).
٢ - جمال الدين ابن الحرستانيّ: هو عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل بن علي بن عبد الواحد، جمال الدين، أبو القاسم؛ كان أول اشتغاله
_________
(١) انظر: "وفيات الأعيان" (٢/ ٣١٦)، و"النجوم الزاهرة" (٦/ ٢٥٦)، و"طبقات الشافعية الكبرى" (٨/ ١٧٧).
1 / 14
بالفقه عليه، وسمع عليه الحديث؛ قال ابنُ السُّبكيّ: "ويقال إنّ شيخ الإسلام عز الدين بن عبد السلام قال: لم أرَ أفقه منه. قال أبو شامة: وسألتُه أيّهما أفقه الشيخ فخر الدين ابن عساكر أو ابن الحرستاني فرجَّح ابن الحرستاني وقال: إنَّه كان يحفظ وسيط الغزالي" (١)؛ ولد سنة (٥٢٠ هـ)، وتُوفِّي سنة (٦١٤ هـ) (٢).
٣ - سيف الدين الاَمِديّ: هو علي بن أبي علي بن محمد بن سالم بن محمد، أبو الحسن سيف الدين، قرأ عليه الأصول وعلى غيره (٣)؛ قال ابنُ السُّبكيّ: "الأُصوليّ المتكلم أحد أذكياء العالم ... يُقال إنهّ حفظ "الوسيط"، (للغزالي)، وحمل عنه الأذكياءُ العلمَ أصولًا وكلامًا وخلافًا، وصنّف كتاب "الأبكار في أصول الدين"، و"الإحكام في أصول الفقه"، و"المنتهى"، و"منائح القرائح"، و"شرح جدل الشريف"، وتصانيفُه فوق العشرين تصنيفًا كلُّها منقَّحة حسنة، ويُحكى أنَّ شيخ الإسلام عزَّ الدين ابن عبد السلام قال: ما سمعتُ أحدًا يُلقي الدرس أحسن منه، كأنَّه يخطب، وإذا غيَّر لفظًا من "الوسيط" كان لفظه أمسَّ بالمعنى من لفظ صاحبه، وأنَّه قال: ما علمنا قواعد البحث إلا من سيف الدين الآمدي، وأنه قال: لو ورد على الإسلام متزندق يُشَكِّك ما تعيّن لمناظرته غير الآمدي لاجتماع أهلية ذلك فيه"؛ ولد سنة (٥٥١ هـ)،
_________
(١) "تاريخ الإسلام" للذهبي (١٣/ ٤١١)، و"طبقات الشافعية الكبرى" (٨/ ١٩٨).
(٢) "طبقات الشافعية الكبرى" (٨/ ١٩٦ - ١٩٩)، و"النجوم الزاهرة" (٦/ ٢٢٠)، و"طبقات الشافعية" للإسنوي (١/ ٤٤٥)، و"الذيل على الروضتين" (ص: ١٠٦).
(٣) "طبقات الشافعية الكبرى" (٨/ ٣٠٦).
1 / 15
وتُوفِّي سنة (٦٣١ هـ) (١).
٤ - القاسم بن عساكر: هو القاسم ابن مؤرِّخ الشام وحافظها علي بن الحسن بن هبة الله الحافظ أبو محمد بن الحافظ أبي القاسم بن عساكر، بهاء الدين، سمع عليه الحديث؛ له كتاب "فضل المدينة" وكتاب "فضل المسجد الأقصى"، وأملى كثيرًا وحدَّث، وسمع منه خلق وكان ناصر السنة مُجِدًّا في إماتة البدعة، دخل مصر، وانتفع به أهلها، ولد سنة (٥٢٧ هـ)، وتُوفِّي سنة (٦٠٠ هـ) (٢).
٥ - الخُشُوعيّ: هو بركات بن إبراهيم بن طاهر، أبو طاهر؛ سمع عليه ابن عبد السلام الحديث (٣) قال فيه الذهبي: "الشيخ العالم، المحدِّث، المُعَمَّرُ، مُسْنِدُ الشَّامِ، ... قد رَوَى كتبًا كبارًا بالسماع وبالإجازة"؛ تُوفِّي سنة (٥٩٨ هـ) (٤).
٦ - عبد اللطيف البغداديّ: هو عبد اللطيف بن إسماعيل بن أبي سعد
_________
(١) "طبقات الشافعية الكبرى" (٨/ ٣٥٦).
(٢) "طبقات الشافعية الكبرى" (٨/ ٣٥٢)، و"طبقات الإسنوي" (٢/ ٢١٨)، و"النجوم الزاهرة" (٦/ ١٨٦)، و"تذكرة الحفاظ" (٤/ ١٣٦٧)، و"الذيل على الروضتين" (ص: ٤٧)، وشذرات الذهب" (٤/ ٣٤٧)، و"العبر" (٤/ ٣١٤)، و"وفيات الأعيان" (٢/ ٤٧٣)، و"الدارس في أخبار المدارس" (١/ ١٠١).
(٣) "البداية والنهاية" (١٣/ ٣٢)، و"النجوم الزاهرة" (٦/ ١٨١)، و"الذيل على الروضتين" (ص: ٢٨).
(٤) "سير أعلام النبلاء" (١٥/ ٤٥٠).
1 / 16
الصوفي، أبو الحسن، المعروف بابن شيخ الشيوخ، ولقبه ضياء الدين؛ وسمع عليه الحديث، تُوفِّي سنة (٥٩٦ هـ) (١).
٧ - عمر بن طَبَرْزَد: هو عمر بن محمد بن معَمَّر بن يحيى بن حَسَّان، أبو حفص، ولد سنة (٥١٥ هـ)؛ وسمع عليه الحديث، وتُوفي سنة (٦٠٧ هـ) (٢).
٨ - حنبل الرُّصافي: هو حنبل بن عبد الله بن الفرج بن سُعادة، أبو علي؛ المحدّث المسنِد، سمع عليه الحديث، ولد سنة (٥١٠ هـ)، وتُوفِّي سنة (٦٠٤ هـ) (٣).
٩ - شهاب الدين السُّهروردي: هو أبو حفص عمر بن محمد، ينتهي نسبه إلى أبي بكر الصديق ﵁، صاحب "عوارف المعارف" كان فقيهًا فاضلًا، متصوّفًا، قرأ عليه الرسالة القشيريّة، ولد سنة (٥٣٩ هـ)، وتُوفِّي سنة (٦٣٢ هـ) (٤).
* * *
_________
(١) "طبقات الشافعية الكبرى" (٨/ ٢٠٩)، و"النجوم الزاهرة" (٦/ ١٥٩)، و"الذيل على الروضتين" (ص: ١٧)، "الإمام" مقدمة المحقق (ص: ٣٥).
(٢) "طبقات الشافعية الكبرى" (٨/ ٢٠٩)، و"النجوم الزاهرة" (٦/ ١٥٩)، و"البداية والنهاية" (١٣/ ٦١)، و"الذيل على الروضتين" (ص: ٧٥).
(٣) "طبقات الشافعية الكبرى" (٨/ ٢٥٩)، و"النجوم الزاهرة" (٦/ ١٩٥)، و"البداية والنهاية" (١٣/ ٥٥)، و"الذيل على الروضتين" (ص: ٦٣).
(٤) "طبقات الشافعية الكبرى" (٨/ ٣٣٨، و٢١٤)، و"ذيل الروضتين" (ص: ١٦٣)، و"مرآة الزمان" (٨/ ٦٧٩).
1 / 17
* تلاميذه:
أخذ عن الإمام العزِّ الكثيرُ من أهل العلم وطلابه، ومنهم مَنْ كان من أجلّة العلماء، بل منهم مَن كان من الإئمّة وأساطين العلم، كالقرافيّ وابنِ دقيق العيد؛ اللذين كانا مالكيَيْن على غير مذهبه الشافعيّ؛ لكنّ ذلك لم يمنعهما من الأخذ عنه والإفادة منه، فحضرا دروسه، وأودعوا كتبهم فوائد عزيزة عنه لا نجدها في كتبه، وإنّما تحمّلوها عنه بالسماع. ومن أشهر تلاميذه:
١ - إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد السلام: وهو ولد الشيخ العزّ، ويُكْنى بأبي إسحاق، خطيب جامع العُقَيْبة بدمشق، واعظ زاهد، وُلد سنة (٦١١ هـ)، وتُوفِّي سنة (٦٨٦ هـ) (١).
٢ - ابن دقيق العيد: هو محمد بن علي بن وهب بن مطيع، القشيري المنفلوطي، المصري، أبو الفتح، تقي الدين، قال فيه ابن السُّبكيّ: "الشَّيخ الإِمام، شيخ الإِسلام، الحافظ، الزَّاهد، الورع، الناسك، المُجْتَهد المُطلق، ذُو الخِبْرَة التَّامَّة بعلوم الشَّرِيعَة، الجامِع بين العلم والدّين، والسالك سبيل السَّادة الأقدمين (٢) "، كانَ والِدُه مالكيَّ المذهب ثمَّ تفقه على شيخ الإِسلاَم عز الدّين بن عبد السَّلام فحقّق المذهبين؛ وُلد سنة (٦٢٥ هـ)، وتُوفِّي بالقاهرة سنة (٧٠٢ هـ) (٣).
_________
(١) "الوافي بالوفيات" (٦/ ٣٣)، و"المنهل الصافي" (١/ ٩٣، رقم الترجمة ٤٨).
(٢) "طبقات الشافعية الكبرى" (٩/ ٢٠٧).
(٣) "طبقات الشافعية الكبرى" (٩/ ٢٠٧)، و"طبقات الإسنوي" (٢/ ٢٢٧)، و"البداية والنهاية" (٤/ ٢٧)، و"حسن المحاضرة" (١/ ١٢٨)، و"الطالع السعيد" =
1 / 18
٣ - أبو أحمد بن أبي بكر بن مسافر، بن أبي بكر بن أحمد بن أحمد بن عبد الرفيع، الشهير بابن زيتون ولد سنة (٦٢١ هـ)، وتُوفِّي سنة (٦٩١ هـ) (١).
٤ - أبو شامة المقدسي: عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم بن عثمان، أبو القاسم، شهاب الدين، الفقيه المقرئ النحويّ المؤرّخ، صاحب المؤلّفات المشهورة؛ مثل "الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية"، وكتاب الذيل عليها، وكتاب "شرح الحديث المقتفى في مبعث المصطفى"، وكتاب "ضوء القمر الساري إلى معرفة الباري"، و"المحقّق في علم الأصول فيما يتعلق بأفعال الرسول"، و"الباعث على إنكار البدع والحوادث"، و"المرشد الوجيز إلى علوم تتعلّق بالكتاب العزيز"، و"مفردات القراء"، وغير ذلك؛ ولد سنة (٥٩٩ هـ)، وتُوفِّي بدمشق سنة (٦٦٥ هـ) (٢).
٥ - أبو موسى الدُّوْيداري (٣).
٦ - أحمد بن أحمد بن نعمة بن أحمد الخطيب، أبو العباس النابلسي
_________
= (ص: ٥٦٧)، و"الديباج" (ص: ٣٣٤)، و"مفتاح السعادة" (٢/ ٣٦١)، و"النجوم الزاهرة" (٨/ ٢٠٦)، و"فوات الوفيات" (٢/ ٤٨٤)، و"مرآة الجنان" (٤/ ٢٣٦).
(١) "الديباج" لابن فرحون (ص: ٩٩).
(٢) "طبقات الشافعية الكبرى" (٨/ ١٦٥)، و"طبقات الإسنوي" (٢/ ١١٨)، و"البداية والنهاية" (١٣/ ٢٥٠)، و"بغية الوعاة" (٢/ ٧٧)، و"تذكرة الحفاظ" (٤/ ١٤٦٠)، و"الدارس" (١/ ٢٣)، و"ذيل مرآة الزمان" (٢/ ٣٦٧)، و"شذرات الذهب" (٥/ ٣١٨)، و"فوات الوفيات" (١/ ٥٢٧)، و"مرآة الجنان" (٤/ ١٦٤)، و"النجوم الزاهرة" (٧/ ٢٢٤)، و"طبقات الأصوليين" (٢/ ٧٨).
(٣) "تاريخ الإسلام" للذهبي (١٤/ ٩٣٣).
1 / 19
المقدسي، خطيب دمشق (٦٩٤ هـ) (١).
٧ - أحمد بن عبد الرحمن بن محمد الكندي، جلال الدين الدِّشناوي، ولد سنة (٦١٥ هـ)، وتوفّي سنة (٦٧٧ هـ) (٢).
٨ - أحمد بن فَرْح بن أحمد الإشبيلي، المحدِّث، أبو العباس اللخمي ولد سنة (٦٢٥ هـ)، وتُوفِّي سنة (٦٩٩ هـ) (٣).
٩ - أحمد بن محسن بن ملي ولد سنة (٦١٧ هـ)، وتُوفِّي سنة (٦٩٩ هـ) (٤).
١٠ - أحمد بن محمد بن الحسن بن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن سعيد بن محمد بن علي بن مكنف الخزرجي، المعروف بابن القماز الأندلسي، ولد سنة (٦٠٩ هـ)، (٦٩٣ هـ) (٥).
_________
(١) "طبقات الشافعية الكبرى" (٨/ ١٥)، و"طبقات الإسنوي" (٢/ ٤٦٥)، و"البداية والنهاية" (١٣/ ٣٤١)، و"بغية الوعاة" (١/ ٣٩٤)، وشذرات الذهب" (٥/ ٤٢٤)، و"العبر" (٥/ ٣٨٥)، و"المنهل الصافي" (١/ ٢١٢)، و"الدارس من المدارس" (١/ ١١١).
(٢) "طبقات الشافعية الكبرى" (٨/ ٢٠)، و"طبقات الإسنوي" (١/ ٥٤٩)، و"حسن المحاضرة" (١/ ١٧٥)، و"الطالع السعيد" (ص: ٨٥).
(٣) "طبقات الشافعية الكبرى" (٨/ ٢٦)، و"طبقات الإسنوي" (٢/ ٢٩١)، و"العبر" (٥/ ٣٩٣)، و"الوافي بالوفيات" (٧/ ٢٨٦)، و"شذرات الذهب" (٥/ ٤٤٣)، و"النجوم الزاهرة" (٨/ ١٩١).
(٤) "طبقات الشافعية الكبرى" (٨/ ٣١)، و"طبقات الإسنوي" (٢/ ٤٦٢)، و"شذرات الذهب" (٥/ ٤٤٥)، و"العبر" (٥/ ٣٩٤)، و"النجوم الزاهرة" (٨/ ١٩٣).
(٥) "الديباج المذهب" لابن فرحون (ص: ٧٧).
1 / 20
١١ - ابن المُنيِّر الإسكندراني: أحمد بن محمد بن منصور الجذامي، ناصر الدين، الإمام الفقيه المفسِّر، صاحب "الانتصاف من الكشاف"، كان الشيخ عز الدين بن عبد السلام يقول: إنَّ الديار المصرية تفتخر برجلين في طرفها ابن دقيق العيد بقوص وابن المُنيِّر بالإسكندرية، ولد سنة (٦١٠ هـ)، وتُوفِّي سنة (٦٨٣ هـ) (١).
١٢ - تاج الدين ابن بنت الأعز: عبد الوهاب بن خلف بن بدر العَلاَمي، أبو محمد، ولد سنة (٦٠٤ هـ)، وتُوفِّي بمصر سنة (٦٦٥ هـ) (٢).
١٣ - تقي الدين بن بنت الأعز: عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن خلف بن بدر العلامي، تُوفِّي سنة (٦٩٥ هـ) (٣).
١٤ - صدر الدين ابن بنت الأعز: عمر بن عبد الوهاب بن خلف
_________
(١) "الديباج" (ص: ٧٢)، و"حسن المحاضرة" (١/ ١٢٧)، و"طبقات الأصوليين" (٢/ ٨٧)، و"فوات الوفيات" (١/ ٧٢)، و"شذرات الذهب" (٥/ ٣٨١)، و"الانتصاف على الكشاف" (١/ ١٩٢)، و"الشجرة الزكية" (ص: ١٨٨)، و"النجوم الزاهرة" (٧/ ٣٥٣).
(٢) "طبقات الشافعية الكبرى" (٨/ ٣١٨)، و"طبقات الإسنوي" (١/ ١٤٧)، و"البداية والنهاية" (١٣/ ٢٤٩)، و"حسن المحاضرة" (١/ ١٧٤)، و"ذيل الروضتين" (ص: ٢٤٠)، و"شذرات الذهب" (٥/ ٣١٩)، و"العبر" (٥/ ٢٨١)، و"النجوم الزاهرة" (٧/ ٢٢).
(٣) "طبقات الشافعية الكبرى" (٨/ ١٧٢)، و"طبقات الإسنوي" (١/ ١٥١)، و"حسن المحاضرة" (١/ ١٧٤)، و"البداية والنهاية" (١٣/ ٣٤٦)، و"النجوم الزاهرة" (٨/ ٨٢)، و"شذرات الذهب" (٥/ ٤٣١)، و"فوات الوفيات" (١/ ٥٣٤).
1 / 21