سابعا: نطالب بالدقة وأمانة النقل
أعود فأقول لشيخنا الفاضل: هذه ملحوظات على ما سطره قلمك في تلك المقدمة من ردك على ما ألقيته في تلك المحاضرة أرجو أن يكون فيها تصحيح لبعض الأخطاء التي توهمتموها أو أوهمتموها ولما في هذا من إبراء لذمتي من بعض ما نسب إلي خطأ، كما أن فيها إيضاحا وبسطا لما قلته سابقا عسى أن تصل الفكرة واضحة، ثم إن لم نتفق في هذا فيسعنا الاختلاف بعد استفراغ الجهد، لأننا لم نختلف إلا في أمور قد اختلف فيها من قبلنا ولم نرد شيئا معلوما من الدين بالضرورة لا نحن ولا أنتم وإن كان في تعميم الخطاب في هذا الموضوع (موضوع الصحبة) له أثر سلبي على فهم النصوص الشرعية وعلى العقل أيضا مما سيأتي بيانه مبسوطا، وكان سبب إلقاء المحاضرة ثم تأليفها في كتاب.
فكلنا إن شاء الله يريد الحق، لكن ما كل من أراد الحق أصابه، وما نقوله اليوم قد يتبين لنا غدا خطؤه، ونحن لا نعيب على من رد علينا خطأ وقعنا فيه فكلنا خطاء؛ لكن بشرط أن يرد شيئا نقول به؛ أما أن يرد علينا شيئا لم نقله ولم نعتقده ولم نكتبه، فهذا أمر آخر، ولا يجوز أن نرضى للآخرين إلا ما نرضاه لأنفسنا، وأنتم شيخنا الفاضل ممن يستاء من تحميل الآخرين لكم بعض الآراء الخاطئة، أو مسؤولية إحراق بعض كتب الحافظ ابن حجر أو النووي وذم الألباني وغير ذلك من ما نسب إليكم، فكيف لا نستاء ممن يحملنا نفي صحبة السابقين إلى الإسلام أو القاعدين من المؤمنين من أولي الضرر والعجز أو نفي إسلام التابعين بإحسان فهذا مما نبرأ إلى الله منه في الوقت الذي نفصل فيه الإطلاقات التي نطلقها في الصحبة كما سيأتي شرح ذلك.
صفحه ۱۴