المقال الرابع الصحابة ليسوا مغفلين
إثبات الدور الكبير لعبد الله بن سبأ في الفتنة يلزم منه اتهام صحابة ذلك الوقت بالغفلة الشديدة والسذاجة البالغة، وسيأتي شرح هذه القضية وسيأتي أيضا ما يدل على أن أسباب الفتنة ليس كما يصوره المؤرخ الكذاب سيف بن عمر التميمي الذي انفرد بذكر أخبار عبد الله بن سبأ (في الفتنة) وتبعه على ذلك كثير من أصحاب الدراسات الجامعية عندنا بحسن نية أو بسوئها، ولم ينتبهوا إلى أن إثباتهم لدور ابن سبأ المزعوم إضافة لعدم علميته ففيه طعن كبير في الصحابة، بينما نفي دور ابن سبأ في الفتنة وإثبات الأسباب الحقيقية لها يعطينا الحقيقة ولا يحمل هذا الطعن، إضافة إلى أن معرفة الأسباب الحقيقية هي التي نستفيد منها في دراسة التاريخ الإسلامي دراسة جادة بعيدة عن العواطف غير العلمية وردود الأفعال غير المسئولة، ولكن بما أن الحوار مع أخي الدكتور العودة فإنه يحسن بي في هذا المقام أن أسرد لأخي القارئ قصة هذه الحوارات والاختلافات وإن أخطأت فيستطيع الدكتور أن يصحح لي ذلك
صفحه ۷۳