على أية حال: كنت أرى أن مثل هذه المقدمة ضرورية وهي عندي أهم من كل المسائل التاريخية التي اختلفنا فيها لأن الاختلاف في التاريخ أمره سهل إذا قورن بالذنوب الأخرى التي نرتكبها ولا نشعر أننا نأثم بها بل نظن أننا مأجورون على ذلك ونسأل الله ألا يجعلنا من: {الأخسرين أعمالا، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا}[الكهف:103،104].
وأود في البداية ألا يظن القارئ أنني أوجه هذه المحاسبة لفرد أو أفراد بل أوجهها لنفسي أولا وللقراء ثانيا وللأخ الدكتور العودة ثالثا وكلنا بحاجة إلى (تربية الضمير) و(محاسبة النفس) قبل الحوار وأنا لن أجاري الدكتور العودة في ما سطره من اتهامات شخصيته في مقاله الأخير في صحيفة (المسلمون) لأنني على يقين أن الدكتور لا يعتقد صحة ما يقول وإنما هذا من تحريش الشيطان بين المسلمين، كما لن أجاريه فيما سبق إيمانا مني أيضا بأن المجاراة في الاتهامات والطعن في النيات (خروج عن الموضوع الأساسي) والخروج من الموضوع الأساسي من عيوب الحوار التي قد يجرني إليها الدكتور وقد ينجح لأن معظم رده كان خارج الموضوع وقد يكون بهذا بقصد منه حتى ينجو سيف بن عمر وقد يكون بغير قصد لكن رفضه للمناظرة معي دليل على أن إخراج الموضوع من إطاره أمر مقصود.
صفحه ۶۹