وهو في مقالاته في (المسلمون) واضح جدا أنه يتهمني بالاتفاق مع المستشرقين أو الشيعة أو غيرهم -وقد سبق الجواب على هذا في مقالات سابقة- وهذا جزء من سلبيات المنهج كما تقدم إلا أنني أريد حسم هذه المسألة حتى أشارك في إصلاح الحوار أقول للدكتور سليمان: افترض أن هذا المالكي فيه كل ما تظن وأكثر فهذا الافتراض لا يعفيك من مناقشة القضية (تاريخيا) بمعنى لو كنت مستشرقا وأعددت بحثا في التاريخ فإنه من العيب العلمي أن نتعامل مع هذا البحث من خلال نظرتنا لمصدر هذا البحث فقط وإنما نتعامل مع البحث باختباره ووضعه على محك التجربة ثم بعد أن نناقش الأمر (تاريخيا) ويمكن بعد ذلك أن يشار إلى عقيدة أو دين هذا المؤلف ومدى علاقته بالأخطاء التي وقع فيها أما أن يكون جل كلامنا عن المصدر فهذا من عيوب الحوار التي لن تنفعنا في الحوار مع الكفار ولا مع المسلمين لأننا إن لم نستفد منها في التحاور فيما بيننا؛ بمعنى إذا المسلم منا لا يستطع أن يحاور أخاه المسلم فهو أحرى ألا يستطيع أن يتحاور مع الكافر، لأن نقاط الالتقاء في الحالة الأولى أكثر لكنها لم توظف التوظيف الصحيح، بل كانت طريقة الحوار ضد توظيف هذه النقاط ثم الحوار مع الكفار والمبتدعة أمر قادم لا محالة منه ونحن مطالبون بتعلم منهج (إقناع الآخرين) وهذا المنهج لا بد أن يكون من أولوياته (التركيز على الأفكار) وليس على الأشخاص لأن التركيز على الشخص أصبح معيبا عالميا ويشتت الموضوع ويخرجه من سياقه ويكون دلالة على ضعف الحوار.
صفحه ۷۰