والغريب أن الدكتور نسي أنني حذرت من كتابات الدكتور طه حسين في متن الكتاب، لكنني اعترفت في الهامش بأنني أحيانا -بل كثيرا- أجد إنصافا في كتاباته وهذا حق لا أتبرأ منه والدكتور العودة نفسه استشهد في رسالته بكثير من أقوال المستشرقين والمبتدعة فهل يريد منا أن نلزمه بأنه يعتقد عقائد هؤلاء؟! إذا كانت المسألة مسألة تنابز بالاتهامات والالزمات الباطلة فهذا يسير وكل منا يستطيع التحريف والبتر والربط بين المؤلف وعقائد آخرين وأفكارهم! لكن هل هذا المنهج الخاطئ يساعد في البحث العلمي؟! هل هذا المنهج منهج إسلامي؟! إذن فالدكتور العودة مطالب بإعادة النظر في أساليب محاربته للآخرين فيجب أن تكون المحاربة شريفة وأن تستخدم فيها أسلحة الأدلة والبراهين للآخرين وليس أسلحة العواطف واستثارة الجماهير تلك الاستثارة التي لا تقوم على العدل ولا على الإنصاف وإنما على بتر النصوص وإلزام الأباطيل، وهذه الأساليب يمكن للطرف الآخر استخدامها بكفاءة أيضا! لكنها لا تخدم البحث العلمي لأنها غير علمية وأظن الدكتور العودة يعرف هذا تماما.
صفحه ۵۱