الوقفة الثالثة: استثارة العواطف!
الدكتور العودة إن افتقد الدليل والبرهان لجأ للعاطفة واستثارتها عند الجماهير! فالرجل خطيب! وهذا أيضا أسلوب متبع عند كثير من الناس فتجدهم يتهمون إخوانهم في الدين إن اتفق أحدهم في مسألة معينة مع أحد المستشرقين أو غيرهم فإنهم يحاولون أن يربطوا بينهما في الفكر لمجرد الاتفاق في مسألة أو أكثر! وهذا ظلم وحجر على البحث العلمي وتناقض مع ما يفعله الرابط نفسه.
وعلى سبيل المثال نجد الدكتور العودة في لقاء (صحيفة المسلمون) يتهم الدكتور الهلابي بأنه (يريد!) إحياء أراء مرتضى العسكري! ودليله في هذا أن الرجلين اتفقا في نفي وجود عبد الله بن سبأ! مع أن الدكتور الهلابي ذكر في دراسته عن ابن سبأ أنه لم يطلع على دراسة العسكري! وقد أخبرني بذلك أيضا، ثم لو أطلع عليها واتفقا في بعض النتائج أو جلها فهل يعني هذا أن هناك ارتباطا فكريا بين الرجلين؟! ألا توجد اتفاقات سنية شيعية على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يغزو الصومال ولا الكونغو!
إذن فإبطال دور ابن سبأ قد يتفق عليه سنة وشيعة.
هل تكذيب سيف صادر من الشيعة فقط أم صدر قبلهم من المحدثين؟ هل نفي ابن سبأ حكر على الشيعة أم أنه مشاع للبحث العلمي؟!
وكذلك لما أثنيت أنا على (بعض الأنصاف) في كتب طه حسين بتر الدكتور عبارتي وزعم أنني قلت: إنه (منصف) ثم حاول الدكتور أن يربط فكريا بيني وبين الدكتور طه حسين! ثم نقل أسوأ ما قاله طه حسين وزعم أنه هو (الإنصاف) الذي أعنيه! وهذا من الإنصاف عند الدكتور العودة !
صفحه ۵۰